أجمع مشاركون خلال MEDCOP21 الذي احتضنته مدينة مارسيليا الفرنسية طيلة يومي الخميس والجمعة، والذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على ضرورة التحرك بقوة للتصدي للأخطار الناجمة عن التغيرات المناخية والناتجة عن الإنحباس الحراري، مشددين على كون العالم أضحى ملزما بتوحيد الجهود للعمل على إنقاذ البشرية مما وصفوه "الخطر القادم". وزراء ومسؤولون ومنتخبون وفاعلون مدنيون قادمون من 42 دولة تنتمي للحوض المتوسطي، التأموا على طاولات نقاش التقت جلها في الحديث عن التغيرات المناخية وأخطارها على البشرية، مع التأكيد على ضرورة الخروج بتوصيات، تمهيدا للقاء باريس الذي ينتظر أن يصدر عنه ميثاق في إطار الأممالمتحدة للتصدي للتغيرات المناخية ملزم لجميع دول العالم. المغرب كان له حضور مميز في الMEDCOP21، حيث شاركت الوزيرة المنتدية لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي التي سجلت حضورها بالمشاركة في مائدة مستديرة، وإلقاء الكلمة بالجلسة الختامية التي حضرها إلى جانب رئيس جهة مارسيليا، وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس. الحيطي اعتبرت في كلمتها أن مشاركة المغرب تحمل أهمية كبرى، و"أنه من الجيد أن يتم الإتفاق بين دول الضفة الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط في أفق الإعداد للاتفاقية الإطار التي سيتم عرضها في باريس خلال السنة الحالية"، مؤكدة على أهمية محطة مارسيليا التي ستسهل المفاوضات. وشددت الوزيرة في تصريح لهسبريس، على كون الضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط تتضرران من التغيرات المناخية بشكل كبير، موردة أن الأخيرة هي ضحية للأولى التي تضم دولا قوية صناعيا وملوّثة للبيئة، مؤكدة على ضرورة وجود تضامن بين دول الضفتين لتحقيق الغاية الموحدة والمحددة في الوصول إلى 2 درجات من الاحتباس الحراري. وأوردت الوزيرة المكلفة بالبيئة، أن خبراء أنجزوا دراسات أكدت أن ضفتي البحر الأبيض المتوسط ستكونان نقطة سوداء بفعل التغيرات المناخية خلال السنوات القليلة القادمة، وأضافت "إذا نحن في مركب واحد، وسنعيش نفس المأسي والمعاناة، لذلك علينا أن نتفق وأن نعمل لوقف الخطر الذي يداهمنا". واعتبرت الحيطي أن الجيل الحالي والقادم مجبرون على العمل بعقلانية ومسؤولية من أجل الحفاظ على كوكب الأرض، مؤكدة أن الجيل الحالي هو الأمل الأخير لإيجاد حلول حقيقية للتغيرات المناخية، و"اليوم إذا استطعنا أن نخرج برؤيا مشتركة فذلك سيكون مهما جدا". وأضافت الوزيرة المغربية "الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قال إننا كلنا سكان الضفتين متوسطيون، وبذلك أعاد كلمة التضامن وأعاد تعريفها في إطار المحيط المتوسط، وألقى المسؤولية على عاتق دول الضفة الشمالية لتراجع نفسها في سياساتها الخاصة بالهجرة والإقتصاد، وأن تراجع كذلك تحميلها المسؤولية لنا كدول الضفة الجنوبية". وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بدوره اعتبر أن الهدف الأساس من الملتقيات المنضمة بمختلف دول العالم هو الوصول إلى MEDCOP PARIS بتوافق على جميع البنود التي ستشكل الميثاق، معتبرا أن الجيل الحالي ملزم بإيجاد حلول للتغيرات المناخية، ومشددا على ضرورة العمل على الإستماع والحوار مع الجميع. وأضاف الوزير الفرنسي أن التمرين صعب، وأضاف "علينا أن نتفق بالأغلبية وأن يكون لاتفاقنا قوة قانونية، لأن قوانين الأممالمتحدة تلزمنا بذلك"، موردا أن الإجتماعات متواصلة على قدم ساق، ومعلنا عن اجتماع الدول ال7 الأغنى في العالم لمناقشة مشكل الإحتباس الحراري، باعتبارها قوات صناعية تساهم بقوة في التلوث البيئي. وشدد فابيوس على التأكيد أن المغرب بالنسبة لفرنسا هو مفتاح مجموعته، مشددا على ضرورة العمل سويا لإنجاح ميدكاب باريس، وذلك ما أكدته الحيطي التي قالت "سنعمل لإنجاح لقاء باريس ليس لإرضاء أصدقائنا الفرنسيين ولكن لأجل البشرية جمعاء". اللقاء اختتم بتوصيات، أكدت على ضرورة العمل على التصدي للتغيرات المناخية، والعمل باستراتيجيات منظمة لأجل ذلك، والعمل على توحيد الكلمة خلال لقاء باريس الذي سيحتضن الاتفاقية التي ستنجز فى إطار الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية المقرر لها أن تطبق على جميع البلدان بغية مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد شهد اختتام MEDCOP21 توقيع الحيطي في دفتر المدينة مع تسليمها تذكار المنتدى الذي ستنظم دورته القادمة خلال الأشهر القادمة بالمغرب برئاسة الوزيرة المغربية.