قالَ مطربُ الشعبِي المغربي، "أوركسترا طهُور"، إنَّه بات قريبًا من اعتزال الفن، بعد مسارٍ يناهزُ 37 عامًا، ذاهبًا إلى أنَّه سيتوجهُ إلى الأغنية الدينيَّة، وقدْ صار في الثانية والخمسين من عمره، غير قادرٍ على أنْ يستمرَّ في اللون نفسه. طهور الذي يشاركُ في الدورة الحاليَّة لمهرجان "موازِين" أوضح في ندوةٍ صحفيَّة بالرباط، أنَّه لا يرى ما قامَ به حرامًا، حتى ينظرَ البعض إلى اعتزاله الغناء الشعبي والتوجه للأغنية الدينيَّة بمثابة استغفار وتكفير عن ذنب "اشتغلتُ بعرق جبيني، وسافرتُ وتعبت، ولمْ أسرق أحدًا". الفنانُ المغربيُّ قال إنَّ الفنان، في طور مسيرته قدْ يقضي شهرًا في جولة بالخارج، يمكثُها بعيدًا عن الأبناء والعائلة، "وأنا جد ممتن لزوجتي التي أخذت على عاتقها رعاية أبنائي، طيلة الفترات التي كنتُ أتغيبُ فيها". وأكد طهُور ضرورة الحفاظ على الأغنية المغربيَّة، في رقيها، وعدم النزُول بها إلى الإسفاف، قائلًا إنَّه لمْ يؤد في مسيرته إلَّا قطعًا محترمة، باعتباره يحيِي أعراس المغاربة التي يلتئمُ فيها جمعُ العائلات باحترام "لمْ أؤدِّ يومًا جابُو الهوى فثلاثة دْ اللِّيلْ". وعن تجربة التمثيل، أعرب طهور عن امتنانه للمثل عبد الله فركُوس، وللجمهور المغربي خاصة "كلُّ عملِي مع إخوانِي المغاربة، الذِين أحيي معهم الحفلات، بالمملكة وبخارجها، إذْ لم يسبق أنْ جرى استدعائِي يومًا إلى مهرجانٍ في بلدٍ عربِي". في شأن القرصنة التي باتت تتعرضُ لها الألبومات الغنائيَّة، اليوم، بمجرد طرحها في السُّوق، قال طهُور إنَّ الساحَة الفنيَّة لنْ تقف بسبب القرصنة، وإنَّها لمْ تعد الإشكال المؤرق للفنان، وإنما إيجاد الكلمات والألحان المناسبة لها بالأحرى "الفنانون أنفسهم باتُوا يقربُون الأغانِي لتصلَ إلى المستعمِين". من ناحيته، قال فنانُ الشعبي، عبد الله الداودِي، الذِي حضر الندوة الصحفيَّة بجانب طهُور، إنَّهُ ليس ممن هم مستعدُّون لركوب الموجة، والزيغ بالأغنيَة الشعبيَّة عن طبيعتها الخالدَة والمحترمَة التي عهدها الجميع. الدَّاودِي أضاف أنَّه لمْ يعد ثمَّة خلافٌ مطروح مع المطرب أحوزَار، مؤكدًا طيَّ الصفحة، مجيبًا لدى سؤاله عن عدد الحفلات التي يحييها كلَّ سنة، بأنَّه لا يعلمُ على وجه الدقة، لكنه يشتغل بالرُّغم من ذلك بوتيرة ثلاث حفلات في الأسبوع. قبل أنْ يؤكد قيامهُ بما عليه من ناحية التضامن مع الفقراء.