هناك من يتحدث عن "تأثير" الملك محمد السادس على دول إفريقية، يحرص على زيارتها من سنوات قليلة، في أفق تأسيس حلف مغربي إفريقي قوي مستقبلا، لكن تأثير الدبلوماسية الملكية ليس وحده الذي لفت أنظار القارة السمراء، بل حتى جلابيبه الملونة سرقت الأضواء بقوة أينما حل وارتحل. وكان لافتا مدى اهتمام عدد من الصحف ووسائل الإعلام في الدول الإفريقية التي زارها الملك أكثر من مرة، آخرها السنغال، وغينيا بيساو، ثم الكوت ديفوار، بأزياء العاهل المغربي، خاصة جلابيبه المزركشة، والتي منحته رونقا وشكلا خارجيا مثيرا للإعجاب" وفق تلك المنابر. وحرصت مواقع وجرائد من تلك البلدان الإفريقية على إيلاء جلباب الملك محمد السادس عناية إعلامية خاصة، وذلك من خلال ذكر بعض الحيثيات التي ترافق زي الجالس على عرض المملكة، ومن ذلك أوصاف جلبابه وألوانه التي تشكله، والأناقة المغربية الأصيلة التي تحف به. وليست المنابر الإعلامية في السنغال والكوت ديفوار، التي تركت، لبرهة زمنية، جانبا الحديث عن مرامي الزيارة الملكية إلى هذه البلدان، لتسرد تفاصيل جلابيب العاهل المغربي، بل أيضا حتى زعماء هذه الدول، والذين أبدوا إعجابهم بالذوق الملكي في اختياره لأزيائه التقليدية. والتقطت كاميرات وسائل الإعلام التلفزية غير مرة أحاديث ودية بين قادة هذه البلدان الإفريقية، من قبيل ماكي سال رئيس السنغال، أو الحسن واتارا، رئيس الكوت ديفوار، وهم يحذقون في جلباب الملك، قبل أن يبادلوه كلمات الإعجاب والإشادة بجمالية جلابيبه المغربية الأصيلة. ومن فرط إعجاب العديد من مواطني هذه البلدان الإفريقية بجلابيب العاهل المغربي، تفتق ذهن عدد منهم عن فكرة بيع جلابيب مغربية تشبه تلك التي يظهر بها الملك محمد السادس في مناسبات رسمية، وكنية ودينية، بل أنشئوا محلات تجارية لهذا الغرض في أبيدجان، كبرى حواضر الكوت ديفوار. وتحدث مهاجرون مغاربة في الكوت ديفوار، ضمن نشرة الأخبار أمس بالقناة الأولى المغربية، عن إحداثهم لمحلات تجارية مشتركة مع عدد من مواطني هذا البلد الإفريقي، وذلك في العاصمة الإيفوارية، وفي مدينة أبيدجان، وغيرها من كبريات المدن هناك، تختص في بيع جلابيب مغربية تشبه جلابيب الملك. ويقول مصممون في الأزياء المغربية بأن جلابيب العاهل المغربي تتسم بالمزج السلس بين الزي التقليدي، واللمسة العصرية الواضحة في طريقة الخياطة، والألوان الزاهية والمتناسقة بين الجلباب نفسه والقميص الذي يكون أسفله، ما يجعل جلابيب الملك "ثورة" في موضة الأزياء التقليدية المغربية. ويُعرف عن عدد من مناطق المملكة، خاصة بلدة "بزو" الجبلية، شهرتها في حياكة وإنتاج جلابيب "بزيوية" باتت تجذب إليها المغاربة، فقراء وأغنياء، لكنها أيضا صارت مقصدا لعلي القوم، من مسؤولين حكوميين كبار، كما صار يرتدها الأمراء والملوك أيضا، بعد إدخال عناصر تحسينية على نسيجها وخياطتها.