عبرت قوات مشاة البحرية الأمريكية المعروفة باسم المارينز عن إعجابها بمستوى تأهيل الجيش المغربي وانفتاحه على الجنسيات المختلفة المشاركة في مناورات الأسد الإفريقي والتي استضافها المغرب خلال الأسبوعين الماضيين، معلنة عن نجاح مناورات الأسد الإفريقي التي تعتبر أكبر مناورات عسكرية تستقبلها القارة السمراء. وقالت قوات المارينز في بلاغ على موقعها الرسمي إن الهدف من هذه المناورات العسكرية كان الوصول إلى تشكيل قوات عسكرية مكونة من جنسيات مختلفة وتكون قادرة على حفظ السلم وإعادة الاستقرار لمنطقة معينة دون القيام بعمليات عسكرية واسعة. قوات المارينز التي تعتبر إحدى الفروع الأربعة للجيش الأمريكي قالت إن عمليات إعادة الاستقرار تعتبر من العمليات العسكرية الأصعب والتي تتطلب تقنيات خاصة حتى لا تكون هناك حاجة للقيام بعمليات قتالية، مضيفة أن الجنود المغاربة المشاركين في المناورات لعبوا "دورا أساسيا" في ضمان الانسجام بين مختلف الجنسيات المشاركة في المناورات العسكرية "ما مكن من خلق جو عائلي بين جنود الدول المشاركة". وتحدث موقع المارينز عن أهمية القيام بمثل هذه المناورات لأنه خلال عمليات حفظ السلام وإعادة الاستقرار دائما يجب العمل مع جيوش مختلفة، ما يعني بالنسبة للجيش الأمريكي "ضرورة القيام بمناورات عسكرية مشتركة للتمرن على التحرك جماعيا". ووصفت قوات المارينز المغرب بكونه البلد "الأفضل" للقيام بمناورات الأسد الإفريقي، موضحة بأنه لا يتاح لقوات المارينز الأمريكية ولا للجيوش الأوروبية الأخرى القيام بمناورات عسكرية في مناخ مشابه للمناخ المغربي، كما أن المغرب يقدم للجيوش الأوروبية والجيش الأمريكي فرصة التعرف على ظروف القتال في مناخ إفريقي. واعتبرت قوات المارينز أن المغرب يعتبر أحد الحلفاء المقربين من الولاياتالمتحدةالأمريكية في القارة الإفريقية، مضيفة بأن عناصر الجيش المغربي تمكنوا من الاندماج بسهولة مع باقي جنود الجيوش الثمانية المشاركة في المناورات، "ما مكنهم من تطوير قدراتهم العسكرية والتوفر على تقنيات الاندماج في قوات مختلفة الجنسية". ونقل موقع المارينز عن أحد القادة العسكريين الأمريكيين المشاركين في المناورات قوله إن "الأسد الإفريقي" هي الوسيلة الأفضل للتعبير عن قوة العلاقات التي تجمع بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، "وستمكن هذه المناورات من تطوير التعاون بين البلدين". يشار إلى أن المناورات العسكرية التي استقبلها المغرب على امتداد الأسبوعين الماضيين شكلت محطة مهمة بالنسبة للجيش المغربي، لأنها شملت كل قواته، البرية منها والبحرية وحتى الجوية، وعرفت مشاركة العديد من الدول مثل مثل السنغال، وتونس، وهولندا، وبلجيكا، وبريطانيا، وألمانيا.