أدا كولاو ( 41 سنة) الموظفة البسيطة التي كانت أجرتها الشهرية تتجاوز بالكاد الحد الأدنى للأجور ( 900 أورو) ، ستصبح عمدة مدينة برشلونة ثاني أكبر مدينة في إسبانيا ومن أهم المدن العالمية. كولاو التي لم تستكمل دراستها الجامعية في قسم الفلسفة ، والتي حصلت على المرتبة الاولى على رأس لائحتها الانتخابية "برشلونة المشتركة" المدعومة من قبل حزب "بوديموس" الراديكالي، عازمة على تعزيز العمل الاجتماعي في المدينة من خلال إيجاد حلول لقضايا السكن أولا ، لاسيما وأن لها تجربة واسعة في مجال السكن باعتبار أنها كانت إحدى متزعمات الحركات المناهضة لعمليات الإفراغ التي فرضتها البنوك على حوالي 600 ألف أسرة في أسبانيا منذ سنة 2008 ، بسبب الأزمة الاقتصادية وانهيار القطاع البنكي . تقول كولاو أنها ستعمل على تشجيع عملية استئجار المنازل عوض الملكية الفردية لتجنب المضاربات العقارية والقروض البنكية التي تتسبب في مآسي اجتماعية خطيرة ، وتقترح العمدة المنتخبة في هذا الإطار، إصدار قانون يشترط على المقاولين في البناء تخصيص 30 في المائة من الشقق في كل مبنى جديد للإيجار. كما ستكرس ضمن أولوياتها خلق فرص للعمل للشباب العاطل خاصة وأن مدينة برشلونة تضم بكيفية مستمرة أزيد من 100 ألف عاطل، ووفق برنامجها الانتخابي كذلك، فهي تعتزم وضع حد ل"السياحة العشوائية" التي تضر بالمدينة خاصة بأحيائها العتيقة وبالأحياء المطلة على البحر مثل "بارشالونيتا" التي تنتشر بها ظاهرة التأجير العشوائي. وستفتح أيضا مكتبا بالبلدية لمكافحة الفساد حيث سيتلقى شكاوي المواطنين وموظفي البلديات التي تفضح الممارسات غير المشروعة، وبالاضافة الى ذلك، ستجري كولاو إصلاحا إداريا واسعا في مكاتب المصالح البلدية يعتمد على اللامركزية ، كما عبرت عن نيتها في إجراء دراسات معمقة تهدف الى إصلاح قطاع النقل العمومي من خلال تخفيض أسعاره خاصة لفائدة العاطلين والمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة. وفي انتظار ذلك، فإن العمدة المنتخبة بصدد البحث عن حلفاء لتشكيل الأغلبية في مجلس المدينة ، ذلك أن لائحة " برشلونة المشتركة" التي تتزعمها لم تحصل سوى على 11 مقعدا من مجموع 41 مقعدا ، مقابل 10 مقاعد للائحة خافيير تراياس العمدة المنتهية مهامه، ويتعين عليها إذن الحصول على 21 صوتا لتصبح عمدة مدينة برشلونة. وقالت كولاو، في تصريحات صحافية عقب صدور نتائج الانتخابات، إنها تبحث إمكانية إبرام اتفاقات مع القوى اليسارية في الجهة مثل حزب اليسار الجمهوري الحاصل على خمسة مقاعد ، والحزب الاشتراكي الكاطالوني الحاصل على 4 مقاعد، وحركة الوحدة الشعبية الحائزة على مقعدين . وعن الأبعاد السياسية لتولي أول سيدة عمودية برشلونة، تعتبر كولاو أن زمن هيمنة الحزبين الكبيرين الشعبي والاشتراكي على الحياة السياسية في البلاد قد ولى ، وأنه حان الوقت لتسيير بلدية برشلونة وفق سياسة جديدة قوامها الشفافية ، والدفاع عن حقوق المواطن الاجتماعية والاقتصادية، ومناهضة ترحيل المهاجرين ،وتقليص الأجور التي يعتمدها أرباب المعامل بتواطئ مع الحكومة على حد قولها . وفي انتظار يوم 13 يونيو، موعد تنصيب العمدة الجديدة، تظل الاسئلة التقليدية مطروحة، من قبيل هل ستتمكن كولاو من تحقيق وعودها الانتخابية أم ستواجه من قبل الأوساط المحافظة التي لا تخفي امتعاضها من فوز حركات يسارية بعمودية ثاني أكبر وأهم مدينة في إسبانيا. *و.م.ع