تحوّلت الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها الشبيبة الاستقلالية للمطالبة بمنع عرض فيلم "الزين اللّي فيك" لنبيل عيوش، من الاحتجاج على مضمون الفيلم الذي يصوّر عالم الدعارة بمدينة مراكش، إلى تحميل المسؤولية للحكومة المغربية واتهامها بتشجيع الأفلام الإباحية، وإلى اتهام عيوش بالفساد الأخلاقي، فضلًا عن انتقاد مواقف والده، نور الدين عيوش، فيما يخصّ التدريس بالدارجة. هذه الوقفة الاحتجاجية التي حضرها ما يقارب 150 شخصًا، مساء اليوم الاثنين أمام البرلمان المغربي بالرباط، حملت لافتات تطالب من قبيل "حرية التعبير لا تعني الميوعة والبذاءة" و"يا عيوش يا جبان، المغربية لا تهان"، و"المرأة المغربية ليست عاهرة"، و"عيب وعار أن تستفيد الأعمال الهدامة من الدعم العمومي"، رغم أن فيلم "الزين اللّي فيك" لم يحصل على دعم المركز السينمائي المغربي. وإضافة إلى أعضاء شبيبة الحزب الذي يقوده حميد شباط، حضر الوقفة مجموعة من المنتسبين لها بمدينة أزمور، زيادة على بعض أعضاء الكشفية المغربية. ومن القياديين الاستقلاليين الذين حضروا في الوقفة، النائب البرلماني عادل تشيكيطو الذي كان هو من ينظم عملية الهتاف بالشعارات، زيادة على الكاتب العام للشبيبة عمر عباسي. ومن الشعارات التي تم الصدح بها في هذه الوقفة، شعار يصف نبيل عيوش بالمريض ويدعو له بالهداية، وشعار آخر موجه للحكومة "حتا الفن زدتو فيه"، فضلًا عن شعارات خاصة بحزب الاستقلال تستحضر علال الفاسي. وقد ارتدى الكثير من المحتجين في هذا الموعد، أقمصة تظهر عليها الخريطة المغربية، كما ظهرت في اللافتات الكبيرة، صورة لنبيل عيوش، وعلى وجهه علامة تشطيب حمراء. وفي تصريحات لهسبريس، قال عباسي: "مثل هذه الأفلام تستهدف منظومة القيم والأخلاق ببلادنا، وتضرب الهوية الوطنية. لا يمكن أن ننخرط في مؤامرة الصمت، فالمقاطع المسرّبة لوحدها تكفي للحكم أن هذا العمل السينمائي يستهدف أخلاقنا جميًعا"، وذلك في رّده على الانتقادات التي وجهت للوقفة بحكم أن منظميها لم يشاهدوا الفيلم بعد. واستدرك عباسي أن الشبيبة الاستقلالية مع حرية الإبداع، ومع السينما الخلاقة المبدعة، إلّا أنها لن تقبل بعمل يضرب هوّية المغاربة ودينهم، محملًا المسؤولية للحكومة، ولوزارة الاتصال التي يعمل تحت وصايتها المركز السينمائي المغربي، المؤسسة التي رّخصت للفيلم بالتصوير، قائلًا في هذا الصدد إن الحكومة تشجع على تصوير "الأفلام الإباحية". ورفض عباسي الحديث عن صمت حزب الاستقلال عندما كان يقود الحكومة عن أفلام سينمائية أثارت الجدل ك"كازا نيغرا" للمخرج نور الدين لخماري، مشيرًا إلى أن موقف الشبيبة الاستقلالية في مثل هذه القضايا لا يرتبط بالحكومة أو المعارضة، قبل أن يتحدث في سياق آخر أن عائلة عيوش "تتآمر على هوية الشعب المغربي"، واصفًا إيّاهم ب"معسكر الشر". جهان جدة، عضو في الشبيبة الاستقلالية، قالت إن اللقطات المسربة لا تجسد سوى "أخلاق من مثل في الفيلم ومن أخرجه"، معتبرة أن المرأة المغربية أرقى بكثير من أن تجسّد في تلك الأدوار، فهي "المرأة التي تكافح يوميًا من أجل تأكيد أدوارها الهامة في المجتمع"، لافتة في تصريحاتها لهسبريس إلى أن "السينما يجب أن تعالج قضايا المجتمع، وليس المبالغة في بعض الظواهر الموجودة". يذكر أن وزارة الاتصال قد أعلنت في بلاغ لها مساء اليوم، أن السلطات المغربية المختصة قررت عدم السماح بالترخيص بعرض فيلم "الزين الّلي فيك" بالمغرب "نظرا لما تضمنه من إساءة أخلاقية جسيمة للقيم وللمرأة المغربية ومس صريح بصورة المغرب".