قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية التابعة لمراكش، اليوم الأربعاء، بعدم قبول الدعوى التي تقدمت بها الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن ضد نبيل عيوش، مخرج فيلم "الزين لي فيك"، والممثلة لبنى أبيضار، لخلل شكلي، يتمثل في كونها ليست ذات نفع عام وفق ما ينص عليه الفصل الثاني من ظهير 2002. وبناء على ما سبق، خلصت هيئة الحكم إلى أن الدعوى لا يمكن أن تثار أمام المحكمة بناء على الفصل 350 من القانون الجنائي. مصطفى الحسناوي، عن المنظمة المذكورة، أوضح لهسبريس أنه سيعرض الموضوع على مكتب الجمعية للنظر في مسألة الاستئناف من عدمه. وكانت النيابة العامة قد تابعت لبنى أبيضار ونبيل عيوش بناء على شكاية مباشرة للهيئة الحقوقية نفسها، تتهمها ب"الدعارة والقوادة وعرض مشاهد إباحية والإخلال العلني بالحياء وتحريض قاصرين على الفجور"، على خلفية فيلم "الزين لي فيك". شكاية التنظيم الجمعوي المذكور سجلت أن "عرض شريط مصور عبر الشبكة العنكبوتية، خلال شهر ماي الماضي، من إنتاج وإخراج المشتكى به الأول نبيل عيوش، وبطولة المشتكى بها الثانية لبنى أبيضار، يتضمن مشاهد إباحية شاذة، استغلت فيها قاصرات وأطفال في مشاهد تخدش الحياء والشعور العام للمغاربة، مع الإيحاء بأن الشذوذ الجنسي والدعارة والقوادة والسياحة الجنسية واستغلال القاصرات مهن مدرة للدخل". وطالبت الهيأة الحقوقية ذاتها بمعاقبة عيوش وأبيضار بسلب حريتهما، لأن "الفيلم يتضمن مشاهد العري المتعمد وإشارات منافية للأخلاق العامة، ولكون المشتكى بها تتعرى وتظهر مفاتنها ومؤخرتها، وأماكن حساسة في جسمها، حرم القانون والشرع إظهارها". في المقابل، اعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن "صون كرامة المرأة والحفاظ على صورة المغرب لا يتحققان بمنع الأعمال الفنية ولا بمتابعة المبدعين ومحاكمتهم"، معلنة تضامنها "مع الفنانات والفنانين فيما يتعرضون له من تهديد وتشنيع"، رافضة "الحملة التي أثيرت حول الفيلم السينمائي وما صاحبها من خطاب يحرض على العنف والكراهية". أبيضار وعيوش لم يحضرا أي جلسة بمبرر غياب الأمن داخل قاعة المحاكمة التي تعرف حضورا قويا لسلفيين ونساء يضعن البرقع، يهددون بالنيل من عيوش الذي شوه سمعة بنات مراكش وشوه سمعة المغرب والإسلام، في نظرهم، بحسب يوسف الشهبي دفاع مخرج الفيلم. الحسناوي، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن، نفى ما قاله دفاع عيوش، مؤكدا أن المحكمة تعج برجال الأمن الذين يتكلفون بحماية أمن المتقاضين ولا أحد يهدد سلامة عيوش، مشيرا إلى أنها أضغاث أحلام. يذكر أن وكيل الملك بابتدائية مراكش كان قد قرر حفظ شكاية أولى غير مباشرة سبق للجمعية المغربية للدفاع عن المواطن أن تقدمت بها، مطالبة بفتح تحقيق قضائي مع كل من ظهر في الفيديوهات المسربة من فيلم "الزين اللي فيك"، والاستماع إلى مخرجه نبيل عيوش، والممثلة لبنى أبيضار. ويشار إلى أن المنظمة الحقوقية ذاتها تقدمت بشكاية ثانية مباشرة.