المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    ولي العهد يستقبل الرئيس الصيني    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34        المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إضاءات عن الحركة الطلابية العالمية
نشر في هسبريس يوم 24 - 05 - 2015

الحركة الطلابية هي ظاهرة اجتماعية فرضت نفسها على الصعيد العالمي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وتتميز الحركة بكونها جزء لا يتجزأ من الحركة الاجتماعية العامة ومن خصائصها أنها ثورية، مستقلة وتحررية، كما أنها جزء لا يتجرأ من الحركة الشبابية العامة1. وقد ارتبط مفهوم الحركة الطلابية بمفهوم الاحتجاجات الطلابية (students protest)، ويرى مبارك الموساوي أن الحركة الطلابية " تمثل حركة اجتماعية تحررية رافضة بطبيعتها؛ إنها حركة وليدة التناقضات التي يعيشها المجتمع، مما يخول لها، وبحكم التماسك والتكتل الممكن تحقيقه داخل الكيان الطلابي، وحدة الفعل وشمولية الموقف"2. من هذا المنطلق يمكن القول أن مفهوم الحركة الطلابية يدور في فلك " التحرك الجماعي الذي ينظمه الطلبة داخل الجامعات أو خارجها للتعبير عن وجهات نظرهم حول قضايا سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك3.
تشكلت الحركة الطلابية على الصعيد العالمي من جسمين: الأول هو اتحاد الطلاب العالمي International Union of Students الذي تشكل في أوربا عام 1946، بينما الجسم الآخر هو المؤتمر الطلابي العالمي International Students Confrence والذي تشكل نتيجة خروج عدد من الحركات الطلابية عن التبعية لاتحاد الطلاب العالمي في عام 1950، خاصة الدول الاسكندينافية والدول الأنجلو-أمريكية ودول غرب أوربا4.
وينظر العديد من الباحثين إلى الحركة الطلابية على أنها من أبرز القطاعات فعلية وحضورا في الحياة السياسية المعاصرة، فقد ساهمت في صياغة الواقع الداخلي للعديد من الدول، خاصة تلك التي كانت تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، والأمر نفسه بالنسبة للشعوب التي رفضت أن تخضع لأنظمة القمع والاضطهاد، فالحركات الطلابية ساندت الشعوب المضطهدة عبر العالم، وكانت رائدة وسباقة في الاحتجاج ضد احتلال الدول الاستعمارية الكبرى لأراضي الغير بالقوة، والاستيلاء على خيراتها، كما حدث في المظاهرات الطلابية ضد الغزو الأمريكي لفيتنام، أو مظاهرات الطلبة الفرنسيين ضد استعمار فرنسا للجزائر5. وقد أثرت الحركة الطلابية أيضا في الحياة السياسية العامة لكثير من الدول، وذلك بفعل تأثر العملية التعلمية والثقافية التي تنقل وعي الفاعل الطلابي من حالة السعي لتحقيق المطالب النقابية إلى التفكير بالدولة وإمكانية التغيير6. وقد انصب اهتمام الحركات الطلابية عبر العالم في البداية على المشاكل المرتبطة بأولويات الطلبة داخل الجامعات، ليتحول هذا الاهتمام فيما بعد صوب القضايا المجتمعية، فقد اهتمت الحركة الطلابية في جامعة كولومبيا الأمريكية بالاضطهاد الذي يتعرض له السود، وتبنت الحركات الطلابية العالمية –بما فيها الغربية- نضالات التحرر التي رفعتها الشعوب المقهورة والثائرة ضد الاستعمار الأجنبي7.
الحركة الطلابية في الدول الرأسمالية:
انبلجت الحركة الطلابية في العالم الرأسمالي في ظل إفرازات الثورة العلمية والتكنولوجية، وفي هذا الصدد يشير "Arneast Mandel" في مقالته الحركة الطلابية الثورية، إلى أن الحركة الطلابية ومنها طلبة أمريكا تبدأ بالتمرد ضد الشروط المفروضة عليهم في المؤسسات الأكاديمية خاصتهم، وتوصم هذه الحركات بالطابع الفوضوي وغير المنظم، وأنها كانت ناقمة وساخطة على المجتمع الاستغلالي.
من بين أمثلة الحراك الطلابي التي يمكن رصدها داخل العالم الرأسمالي، ثورة الطلبة بجامعة بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية (Berkeley, University of California ) سنة 1964 م، بسبب حظر التجمعات الطلابية في حرم الجامعة، واستطاعت الحصول من خلال ثورتها على مكاسب وعلى رأسها السماح بحرية النشاط السياسي8.
وتعتبر التجربة الطلابية الفرنسية من التجارب الرائدة عبر العالم، والتي تعود جذورها إلى سنة 1877، حيث تشكلت في المدن الجامعية الفرنسية ما سمي بالجمعيات العامة (بوردو1882، وباريس 1884، ليل 1907..)، وقد تعايشت هذه التنظيمات وتعاضدت لتشكل الاتحاد الوطني للجمعيات الفرنسية، كما تم تأسيس "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا" والذي جاء لجمع شتات كل الطلبة، بغض النظر عن اختلاف توجهاتهم، من أجل الدفاع عن حقوقهم المشتركة9.
وتعد حركة الطلاب التي عرفتها فرنسا سنة 1968، كأهم حركة رائدة في العقد السادس من القرن الماضي، فقد بدأت هذه الحركة كنشاط مستقل في الحياة السياسية للمجتمع العالمي، وكان تبلورها في حركة اليسار الجديد، هذه الأخيرة وجدت ميدانا واسعا بين الطلاب وداخل الجامعات في أمريكا وأوروبا على وجه العموم وفرنسا على وجه الخصوص عام 1968. ففي هذه المرحلة كانت الانتفاضة الطلابية ترتكز على النظرية الفكرية الاشتراكية التي تهدف إلى مواجهة الرأسمالية في عقر دارها10، ونفس المنحى خطته الحركات الطلابية الأوربية آنذاك في منافحتها وارتباطها بمشروع الديمقراطية والحرية من خلال محاربة كل أشكال الرأسمالية وتطبيقاتها في الإدارة، والحكم السياسي والاقتصاد؛ في هذا الصدد يعتبر ميرلوبونتي أبرز فلاسفة فرنسا، أن التمردات الطلابية في بلاده كانت بمثابة تطهير للنفس11.
ويرى "كوهيت بنديت" في تحليله للوضع الطلابي الراهن، المتجلي في غياب القيادات الفكرية ذات الوزن الثقيل عن التظاهرات، وعن التأطير الفكري أو التوجيه السياسي كما كان الوضع عام 1968، هو وضع يجسد الأزمة العميقة داخل البيت الرأسمالي الأوروبي، واعتبر أن الفرق بين الطلاب في ذلك الوقت والطلاب الآن بسيط يكمن في قوله " كنا متفائلين بدرجة أكبر بشأن المستقبل، فالحركة الاجتماعية مختلفة عما نراه اليوم، الآن كثير من الخوف والقلق؛ كان جيل 1968 يريد إحداث ثورة اجتماعية ومحاربة السلطوية والقضاء على ما كان يعتبره نظاما اجتماعيا قديما؛ وفي الولايات المتحدة فجرت المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام مسيرات سلمية حاشدة في مختلف أرجاء العالم، وبعد أربعين عاما يقول الذين شاركوا في تلك الاحتجاجات 1968، إن حملات نشطاء اليوم تفتقر للقوة ونطاق الحركة التي خرجوا هم من عباءتها12. من جهتها اعتبرت جوليت جريفيون المتحدثة باسم اتحاد الطلاب الفرنسي أن الحركة الطلابية قد تحدث تغيير ثقافي، كما تملك أهداف أخرى كالاحتجاج على الإصلاحات المقترحة لعقود العمل ومكافحة نظام اختيار الجامعات فهي تقول " إنه على الطلبة أن يركزوا اهتمامهم على إيجاد فرص عمل، وذلك نظرا لارتفاع نسبة الطلبة المتخرجين من الجامعة الفرنسية؛ وقالت الباحثة "أنا منج" وهي باحثة بجامعة أوكسفود في الستينات والسبعينات أن العديد من طلاب ألمانيا اضطروا للتخلي عن حلم تغيير المجتمع13.
إن أهم سمة ميزت حركة الطلاب1968 أنها كانت منضبطة، وكانت للمظاهرات حراسة طلابية قوية تطارد كاسري المظاهرات ممن يمارس الشغب والعنف، كما أنهم لم يلجوا إلى أسلوب احتلال الجامعات إلا في المراحل الأخيرة، وهذا يدل على درجة عالية من الوعي والمسؤولية في استخدام أساليب العمل النضالي، من خلال التنظيم المحكم للمظاهرات من طرف التنظيمات الطلابية14. تاريخيا يمكن القول أن الحركات الطلابية في الدول الأوربية-الغربية، ارتبطت باليسار ضد اليمين، فالانتفاضات الطلابية اصطبغت بمضمون تقدمي لمواجهة الرأسمالية في عقر دارها15.
الحركة الطلابية في الدول الاشتراكية:
ستقدم الحركة الطلابية نفسها في الدول الاشتراكية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من بناء المجتمع الاشتراكي، فالطلبة يساهمون في بناء وتطوير وتدعيم البنى الاشتراكية في المجال الاقتصادي والسياسي والعمل الحزبي، خاصة وأن للطلبة منظمات خاصة بهم تربطهم بالأحزاب الشيوعية وبرامجها؛ في هذا المنحى يرى "لينين" بأن المنظمات الشبابية لها مهمة أساسية وهي بناء وإنشاء المجتمع الشيوعي"16، وبناء على قراره بتاريخ 29/10/1918 نشأ "الكومسومول Komsomol" وهو إطار يتم بداخله تربية الشباب وفق تجارب الحزب الشيوعي وتقاليده الثورية، ويعتبر "الكومسومول" أن الحزب الشيوعي هو المنظم والموجه والراعي الأول والأب الأكبر والصديق الأكبر.
تجلى دور الحركة الطلابية الاشتراكية من خلال تظاهرة 1968 في تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية سابقا، ضد البناء الاشتراكي مطالبين بالإصلاحات، مما دفع السلطات السياسية إلى استيعابهم داخل المجتمع الاشتراكي17.
الحركة الطلابية في دول العالم الثالث:
حكم تجربة الحركة الطلابية داخل هذه البلدان، سياقات أهمها مقاومة الاستعمار والأنظمة القمعية المدعومة من النظام الرأسمالي، لذلك فتبلور الحراك الطلابي جاء ليجسد حركة الشعب الكلية في مواجهة العدو الخارجي أو الداخلي أو كليهما معا18، سيساهم هذا الوضع في تبني الحركات والتيارات الثورية بما فيها الطلبة، للأفكار والرؤى الماركسية اليسارية في النظرية والممارسة، إلا أن ذلك بدأ يتراجع في الربع الأول من القرن العشرين، بفعل بروز النزعات الوطنية والقومية، وفيما بعد بروز الحركات الإسلامية، والتي برزت في كل من سوريا ومصر وفلسطين وإيران وإندونيسيا19 وعدد آخر من دول العالم الثالث.
من بين الحركات الطلابية في العالم الثالث، نذكر الحركة الطلابية في "أنكولا"، والتي كان لها دور مهم في إنجاز المهام الديمقراطية، وحل المشاكل الاجتماعية ومحاربة السحر والشعوذة؛ الحركة الطلابية المصرية، والتي انتفضت إلى جانب الجماهير ضد الاحتلال البريطاني، وفي سنة 1946 بلغ النشاط الطلابي ذروته واندمج بنضال القوى العمالية تحت اسم " لجنة الطلاب والعمال" لمواجهة الاستعمار والنضال ضد المستغلين المحليين.20 وفي مطلع التسعينات واجه "السادات" الحركة الطلابية بالحديد والنار وحول الجامعات إلى ثكنات عسكرية حيث يوجد فيها الحرس الدائم والآمن والمخابرات، بالإضافة إلى دور الحركة الطلابية المحوري في "ثورة 25 يناير" التي أسقطت نظام "مبارك"؛ هناك أيضا الحركة الطلابية الإيرانية، التي مرت بمرحلتين: امتدت الأولى من تاريخ إنشاء جامعة طهران 1934 وحتى انتصار الثورة "الإسلامية" سنة 1979، وشهدت هذه المرحلة عداءا مستحكما بين الطلبة ونظام الشاه21، أما المرحلة الثانية والتي جاءت أعقاب الثورة "الإسلامية" التي قادها " الخميني"، واتسمت بالتوافق ما بين الطلبة والثورة22،
وفي أندونيسيا فقد استطاعت الحركة الطلابية إحداث تغيير سياسي على مستوى رأس الهرم في السلطة الحاكمة، حيث استطاع الطلبة عبر المظاهرات والاحتجاجات ضد الرئيس "سوهارتو"، إجباره على التنحي ما لم يقم بإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، وقد استطاع الطلبة في هذه المرحلة، استقطاب كافة الشرائح المجتمعية التي انحازت لصفوفهم، بما في ذلك قيادات الجيش، وفي 21/5/1998 اضطر "سوهارتو" لتقديم استقالته، أما الغضب الجماهيري الذي أشعل شرارته الأولى حراك الطلبة23.
الهوامش:
1 دوداح نوال، سوسيولوجية الحركة الطلابية في الجزائر دراسة مونوغرافية للاتحاد العام الطلابي الحر، رسالة ماجستير في علم الاجتماع السياسي، جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية، الجزائر، 2011-2012، ص13.
2 الموساوي، مبارك، الحركة الطلابية الإسلامية: القضية والتاريخ والمصير، الطبعة الأولى، منشورات الصفاء للإنتاج، 2009 ،ص10.
3 عبدالرحيم سليم هاشم الشوبكي، دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، رسالة ماجيستر في التخطيط والتنمية السياسية، كلية الدراسات العليا، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين، 2013، ص33.
4 خضر خضر فتحي محمد، دور الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية في ترسيخ مفهوم المشاركة السياسية 1994-2000، رسالة ماجستير في التخطيط والتنمية والسياسية، جماعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين، ص 58.
5 خضر خضر فتحي محمد، دور الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية في ترسيخ مفهوم المشاركة السياسية 1994-2000، مرجع سابق، ص58.
6 عبدالرحيم سليم هاشم الشوبكي، دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، رسالة ماجيستر، قسم التخطيط والتنمية السياسية، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين، 2013، ص33.
7 خضر خضر فتحي محمد، دور الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية في ترسيخ مفهوم المشاركة السياسية 1994-2000، مرجع سابق، ص58.
8 عبدالرحيم سليم هاشم الشوبكي، دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، مرجع سابق، ص34.
9 دوداح نوال، سوسيولوجية الحركة الطلابية في الجزائر دراسة مونوغؤافية للاتحاد العام الطلابي الحر، مرجع سابق، ص28.
10 استند الطلاب في هذه المرحلة إلى مختلف أفكار الفلاسفة والمفكرين ومساندتهم لهؤلاء الطلبة أمثال هربرت ماركيوز، وجان بول سارتر، وميشال فوكو وغيرهم، فقد ساهمت أفكارهم بشكل كبير في بلورة الرؤى والنظريات الفكرية، وأحيانا قيامهم بمختلف المظاهرات داخل الجامعات ومختلف الشوارع (أنظر دوداح نوال، سوسيولوجية الحركة الطلابية في الجزائر دراسة مونوغؤافية للاتحاد العام الطلابي الحر، مرجع سابق، ص32.)
11 هذه التمردات أحدثت فرز داخل التشكيلات الحزبية الأوروبية، ولطالما كانت تلك التظاهرات الطلابية في بعض الدول راجعة إلى أزمة النظام الرأسمالي، لذلك كانت مواقفهم براكماتية إصلاحية، "فهم لا يعارضون التفكك الذي يصيب خيار ديمقراطية التعليم، فكل المظاهرات التي شهدتها كل من بريطانيا، فرنسا، إيطاليا والبرتغال هي مجرد تحركات ضمن الإيديولوجية الليبرالية الرأسمالية، وليس موقف راديكالي منها باعتبارها أساس الأزمة، فالطلاب في بريطانيا يطالبون بتخفيض رسوم الدراسة الجامعية، في حين في إيطاليا ضد تقليص مناصب العمل في المنظومة الجامعية، أما في البرتغال فلا يختلف في الشكل والجوهر عن نظرائهم في البلدان السالفة الذكر.(دوداح نوال،مرجع سابق ص32)
12 12 دوداح نوال، سوسيولوجية الحركة الطلابية في الجزائر دراسة مونوغرافية للاتحاد العام الطلابي الحر، مرجع سابق، ص33. ( حملات اليوم النضالية قد تساند قضية يعيشها الطلبة لكنها لا تطمح إلى التغيير الذي أحدثه نشطاء 1968)
13 المرجع نفسه،ص33
14 المرجع السابق، ص34
15 المرجع نفسه، ص35.
16 عبدالرحيم سليم هاشم الشوبكي، دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، مرجع سابق، ص35.
17 عبدالرحيم سليم هاشم الشوبكي، دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، مرجع سابق، ص35.
18 المرجع السابق، ص35.
19 خضر خضر فتحي محمد، دور الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية في ترسيخ مفهوم المشاركة السياسية 1994-2000، مرجع سابق، ص59.
20 عبدالرحيم سليم هاشم الشوبكي، دور حركة الشبيبة الطلابية في تعزيز المشاركة السياسية في فلسطين، مرجع سابق، ص36.
21 بدأت الحركة الطلابية المناهضة لنظام الشاه نشاطها في منتصف القرن العشرين عندما احتج الطلبة على تدخل العسكريين في الشؤون الداخلية للجامعات، حيث شهدت الجامعات مواجهة دامية في 7/12/1953، وبعد ذلك تطورت المواجهات بين الطلبة ونظام الشاه لتأخذ طابعا مسلحا من خلال منظمتي مجاهدي خلق وفدائيي خلق.
22 في هذه المرحلة ساهم الطلبة في الحركة الإصلاحية التي تزعمها الرئيس الإيراني السابق "خاتمي"، وقد شهدت الجامعات الإيرانية مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بالإصلاح، والاحتجاج على إغلاق عدد من الصحف الإصلاحية في عام 1999، وأدت هذه المواجهات إلى مقتل أحد الطلبة واعتقال أعداد كبيرة منهم.( خضر خضر فتحي محمد، مرجع سابق، ص60.)
23 خضر خضر فتحي محمد، دور الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية في ترسيخ مفهوم المشاركة السياسية 1994-2000، مرجع سابق، ص61
-طالب باحث في علم الاجتماع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.