بدأت شعبة اللغة البرتغالية في العمل، ابتداء من الموسم الدراسي 2009/2010، وبعد مرور ست مواسم ، كانت الحصيلة هي تخريج ثلاثة أفواج من الحاصلين على الإجازة. من بين هؤلاء الطلبة من اكتفى بالإجازة وولج سوق الشغل، ومنهم من لا يزال يتابع دراسته العليا بدولة البرتغال. فكما هو معلوم ، فإن أغلب هؤلاء الطلبة، ولجوا شعبة اللغة البرتغالية قادمين إليها من شعب أخرى، وبذلك ولجوا البرتغالية لتحصيل إجازة فيها. ولتكون حلا لمعضلة البطالة من خلال ولوجهم إلى سوق الشغل. هناك أيضا قلة قليلة من الطلبة من قدموا مباشرة بعد حصولهم على البكالوريا، والتحقوا مباشرة بالشعبة. هكذا بدأت شعبة اللغة البرتغالية مسارها الشاق حاملة معها إرادة الأساتذة المغاربة والأساتذة البرتغاليين، ولا ننسى الدور الكبير الذي يلعبه طلبة الشعبة من أجل أن تحتل اللغة البرتغالية مكانة هامة على جميع المستويات وخاصة مجال التعليم. إن الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به المغرب جعله يحتضن اليوم العالمي للغة البرتغالية، فقد استطاع معهد الدراسات الاسبانية البرتغالية من أن يكون هو الساهر على نجاح هذه اللغة في المغرب. حيث يعتبر معهد دراسات الاسبانية البرتغالية أداة دبلوماسية ثقافية ، ويعتبر كذلك السبب الرئيسي في إنشاء هذه الشعبة. ففي اليوم العالمي للغة البرتغالية الذي يوافق الخامس من ماي ، تمت الإشادة بالدور الذي تلعبه اللغة البرتغالية في المغرب بشكل خاص والعالم بشكل عام. فتحت المقاولات البرتغالية أبوابها في المغرب للحاصلين على الإجازة في اللغة البرتغالية، وهذه بادرة طيبة للبرتغاليين. إلا أن المسؤولين في وزارة التربية الوطنية لم يبلورا فكرة إدماج اللغة البرتغالية في التعليم التأهيلي. فلو بدأ هذا التخصص مثلا في جهة الرباطسلا زمور زعير ، فإن هذه البادرة ستفتح أبواب الجهات الأخرى لاحتضان هذه اللغة في التعليم التأهيلي . وبذلك ستعمم في المغرب بشكل عام وستفتح المجال للجهات التي تعرف انتعاشا كبيرا لا سيما في مجال السينما على سبيل المثال منطقة ورزازت التي فرضت اللغة البرتغالية نفسها عن طريق السنيما. فعلى السادة المسؤولين على قطاع التربية الوطنية أن يأخذوا بعين الاعتبار إدماج هذه اللغة في مجال التعليم، حتى يتمتع الطلبة بحق الولوج إلى السوق الشغل. ولا ننسى أن للمغرب حظي بالشرف بأن يكون هو أول بلد يحتضن اللغة البرتغالية. فالمغرب معروف من القدم بإتقان أبناءه للغات متعددة، فهو بذلك يفتح للناطقين باللغة البرتغالية نافذة على العالم العربي والعكس صحيح. إن نجاح اللغة البرتغالية بالمغرب مقترن بشكل كبير بأن تدمج هذه اللغة في سلك التعليم الثانوي حتى تتاح لأبناء المغرب بأن يدرسوها ويقوموا بتدريسها. فاللغة البرتغالية اليوم حاضرة بفضل دول كبرى مثل البرازيل و أنغولا. -طالب باحث، الرباط