هناك أربعة أحزاب اسياسية في البرلمان الكبيكي بالعاصمة السياسية"كيبيك سيتي" حيث تنسج كل خيوط اللعبة السياسية للاقليم الكندي والتي تبتعد تقريبا ب 275 كلم عن مونتريال العاصمة الاقتصادية و المتواجدة بجنوب الاقليم والتي تمثل عصب الحياة الاقتصادية والمالية والمركز الرئيسي لكل الشركات الكبرى . الا أن سياق هذا المقال سوف لن يتمحور حول الحياة السياسية العامة بل سيقتصر فقط على مجريات انتخاب رئيس جديد للحزب الكبيكي Partie Québécois يوم 12 ماي 2015 الا ان ما اثار انتباهي كمتتبع يمكن ان ينعت بللحياد للعملية السياسية بالكيبيك هي طريقة انتخاب رئيس هذا الحزب بالرغم من مواقفة اليمينية اتجاه الهجرة هو الدرس "الديمقراطي " لانتخاب رؤساء ألاحزاب .فالتطبيق الفعلي لما يسمى بالديمقراطية الداخليةللا حزاب سيكون حاضرا بقوة في هذه العمليةدون اغفال بعض الملاحظات والتي سنستعرضها باقتضاب لاحقا والتي شابت هذه العملية دون أن تمس بالعمق الجوهري المتحكم في دواليبها. فالعملية بدأت بتقديم ست مرشحين لشغل منصب رئيس الحزب بعد تقديم السيدة "باولين ماروا " لاستقالتها من الرئاسة لسقوطها المدوي في الانتخابات ألاخيرة والسابقة لا وانها. وبدأت المعركة الانتخاببة بتحرك المترشحين للقيام بالحملة عند مناضلي الحزب من أجل تقديم البرنامج وإقناع المنخرطين بالتصويت أحيانا لفائدة الافكار وأحيانا لفائدة الاشخاص. وقد عمت الحملة سائر التراب الكبيكي لجمع ألاصوات بشفافية وحزم .تم تلا ذلك نقاش مستميت للدفاع عن الافكار عند جميع فئات الحزب وقد كانت المنابر الجامعية الاكثر احتضانا لهذا النقاش و كان الضامن للمجريات الديموقراطية لهذه الحملات هو الاعلام والذي يحصي دقة أنفاس المتنافسين, أحيانا يساند وأخرى يعاند وبمقدوره اللا محدود أن يغير موازين القوى ولكن يظل الغالب هو من له القوة على التأثير على رأي المناضلين. فالحملة دامت تقريبا عشرة أشهر. أخذ ورد صراع وتنافس وأحيانا نابز بين المرشحين الستة. الا ان المفاجئة هو انسحاب شخصية وازنة في الحزب ووزير سابق (فرانسوا ليزي) من حلبةالسباق بعد ما استشعر أن هناك منافس قوي حديث العهد بالسياسة لكنه رجل أعمال ناجح يتربع على ثروة هائلة في البلد والذي منحته استطلاعات الرأي للحزب قصب السبق وهو السيد "كارل بيلادو" . مع ذلك استمرت الحملة وبشراسة بين المتنافسين إلى درجة القذف واتهام الوافد الجديد على الحزب الملقب. بPKPبالعنجهية وعدم التواضع وبالتنافي بين منصبه كرئيس مركزي لاكبر الشركات اللكيبيكية وعضو في البرلمان ومرشح لرئاسة ثاني أكبر حزب في الكبيك . الا ان منافسه القوي ( برنار درن فيل مهندس ميثاق القيم اللائيكية للكيبيك والموجهة أساسا لا خضاع الوافدين الجدد لهذه القيم وما اثارته من نقاش) استسلم واستقال من المنافسة واعتبر أن الفوز سيكون حليفا للوافد الجديد بعد ما كان قد وجه له انتقادات لا ذعة حيث اتهمه بحداثه عهده بالعملية السياسية وعدم قدرته على قيادة حزب عتيد يحمل على عاتقه هم الانفصال عن كندا. وبقي في الحلبة ثلاث منافسين يمثلون مختلف التيارات داخل الحزب هناك من يعتبر في الصف اليساري لحزب يميني وهذا المنافس هو الاخر لم يقو على المنافسة نظرا لعدم قدرته على توفير مقدار مالي يقدر ب 20000 دولارلقبول ترشيحه النهائي مع انه حصل حصل على نصف هذا المقدار من المناضلين والمتعاطفين معه, لكنه عجز عن إتمام المبلغ كاملا فتم أقصاه من المنافسة . فانسحب وأمر مسانديه أن يتجنبو التصويت على الوافد الجديد بعدما اعتبره مجرد هاو وان ترشيحه مهزلة وخراب ووبالاعلى الحزب. أما المنافسة الثانية وهي بالمناسبة مهندسة ووزيرة سابقة فقد ظلت صامدة وهي تمثل الديمقراطيين الجدد داخل الحزب. والمنافس الاخير من الجيل الجديد داخل التشكيلة الحزبية كان أكثر انسجاما من الناحية الفكرية والبرامجية وكان أكثر وضوحا حول مسألة الانفصال وأكثر انفتاحا على الوافدين الجدد من ألاقليات الاثنية.بخلاف غريمه القوي والذي لازمه الغموض خلال حملته الانتخاببة حول نقطتي الانفصال والمهاجرين باعتبارهما نقطتان حسساستان داخل المجتمع الكندي ككل. اليوم حسم الصراع وتربع PKP على عرش الحزب ليس بالاغلبية الساحقة ولا بفوز مستحق ولكن تحت ظروف حزبية خانقة تتلمس طريقها للبحث عن بديل يلملم شمل الحزب وان كان بطريقة قيصرية يمكن أن تعيد الوهج بعد الرجة الغير منتظرة والتي عصفت بكيان الحزب. وجاء في الصف الثاني الشاب الواعد ب29 في المائة والمهندسة في الصف الثالث13 % وحصل المنافس الاقوى على 57% من ألاصوات فقط. وتجدر إلاشارة أن شروط الترشيح تتلخص فيمايلي : 1_ان يكون المرشح نائبا برلمانيا 2_ان يحصل على 2000 توقيع عبر كل الجهات 3_ عليه أن يوفر 20000 دولار كضمانة نهائية للخوض النهائي للمنافسة. وأخيرا انتهت اللعبة بالرغم مما شابها من شوائب نظرا لطبيعة المنافسة وتضارب المصالح، الا أنها درس سافر لتحقيق ما يسمى في الادبيات السياسية بالديمقراطية الداخلية للاحزاب دون تدخلات أو تجاوزات او اصطفافات وهميةعدا المرافعات التي أن كانت ساخنة و مشحونة فإنها لم تكن ابدا طاحنة أو مطحونة. -متتبع للحياة السياسية بالكيبيك ومقيم