تحول لقاء لأحزاب المعارضة اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، إلى ما يشبه المحاكمة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وذلك على خلفية المشادات التي شهدتها جلسة الأسئلة الشهرية المتعلقة بالسياسات العامة والتي رفعت على إثرها الجلسة دون استكمال أشغالها. ووجهت مداخلات الفرق المنتمية لأحزاب المعارضة، سيلا من الانتقادات لرئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذهبت حد وصف اللغة التي استعملها في مواجهة المعارضة، من طرف رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة ميلودة حازب، "بلغة الشماكرية". وقالت حازب، بنكيران "أصبح يمثل لنا فزاعة، حيث أن النائبة البرلمانية لا يمكنها الدخول للبرلمان بشكل عادي، معتبرة أن "ما قاله في حقها في الجلسة الشهرية السابقة "ديال الشماكرية"، "وهذا الأمر لم يقل فقط لي كشخص، بل لرئيسة فريق، وفي حق امرأة، ويرى فيها الأنثى"، على حد قول حازب. "جلسة الأسئلة، كابوس للنائبات، ولا ندري بأي طريقة سنواجه ذلك"، تقول رئيسة فريق البام بالغرفة الأولى، معتبرة "أن ما يقوم به بنكيران يهيننا كزوجات وأمهات، لذلك نتشبث باعتذار رئيس الحكومة، ونقول إذا كنا "عيالات" نمشيو للدا،ر ولكننا نائبات برلمانيات، لكننا لن نسكت على رئيس الحكومة، وإذا كان الأمر يقتضي الذهاب للقضاء سنقاضيه". من جهته سجل نور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أن جلسة السياسيات العامة تحولت مع بنكيران "إلى جلسة نضرب لها ألف حساب، وحولها إلى جلسة بهلوانية، والهجوم والسب والقذف"، مشددا أن "السيد كايجي شاعل، دائماً ولسنا مستعدين للعمل بهذه الطريقة". وفي هذا الاتجاه، أوضح مضيان أن بنيكران يرأس الحكومة، داعيا إلى مقاطعة الجلسات، "لأنه لا يجب أن نميز بين الجلسات، ولن نستمر في الجلسات المخصصة للأسئلة الشفوية، لأن العمل التشريعي والعمل الرقابي جسد واحد". "نفسيا غير مستعدين لسماع السب والقذف في الجلسات، وهو عمل ممنهج وليس خواطر تصدر عن رئيس الحكومة""، يقول مضيان الذي أكد أنه "إذا كانت المعارضة غير صالحة نمشيو فحالنا، لكن علينا مقاطعة جلسة الأسئلة الشفوية، ونترك الأغلبية ورئيس الحكومة تشتغل لوحدها". وفي هذا الاتجاه وصف مضيان، ما قام به بنكيران بالعمل الممنهج، وبإيعاز من حزبه لتحويل أخطائه نحو واجهات أخرى، مشيرا "أن بنكيران جاء لإفساد الجلسة وهو من انسحب منها". البرلمانية عن الفريق الاشتراكي حسناء أبوزيد اعتبرت من جانبها "الهجوم على رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة، هجوم على المعارضة"، مؤكدة على ضرورة "اتخاذ موقف حازم من المعارضة في مواجهة حكومة رجعية". أبوزيد وبإسم الفريق الاشتراكي، شددت أن هذه المحطة لا يجب أن تمر بشكل عادي ولا يجب التساهل في التعاطي مع رئيس الحكومة، مؤكدة انخراط نواب المعارضة في أي موقف، لكن في استبعاد تام لمقاطعة الجلسات لأنها ليست مسجلة في اسم الأغلبية أو الحكومة.