تحت شعار "حين يتوج الحبّ بالزواج" اختتمت، فعاليات مهرجان العروسة في دورته الثالثة، التي أقيمت بفضاء قصر مولاي حفيظ بطنجة على مدى ثلاثة أيام. ووفاءً لطبيعة المهرجان، فقد تم قصّ شريط الافتتاح، في اليوم الأول، من طرف الشابّ ياسين، زوج إنصاف، الفائز بنسخة برنامج "لالا العروسة" للسنة الماضية، قبل أن يتم انطلاق المعرض الذي يقام بالموازاة مع المهرجان ككل سنة. وقد حرصت اللجنة المنظمة، حسب تصريح لمديرة المهرجان ابتسام الصباحي،على أن يتميز معرض هذه الدورة بالتنوع والغنى، حيث توزع العارضون بين مموّني الحفلات، ومزيّنات العرائس، وبائعي المجوهرات الخاصة بالأعراس، والطباخين، والفرق الغنائية، وكل ما يمت بصلة للأعراس التقليدية المغربية، فيما يشبه وصفة متكاملة للزائر المقبل على الزواج، حيث يمكنه من خلال المعرض أن يحجز كل ما يهمّه دون حاجة للبحث بعيدا. وعن سبب اختيار فضاء قصر مولاي حفيظ، وليس أحد الفنادق كالدورة السابقة، قالت ابتسام الصباحي لهسبريس أن القصر فضاء مفتوح ويوفر تسهيلات كثيرة سواء للمنظمين أو الزائرين، بحيث يمكن مشاهدة كل مرافق المعرض والمهرجان عموما من أي مكان دون حاجة للبحث الكثير، كما أن قاعة العروض وقاعة الحفلات متواجدتين في نفس الفضاء، وهو ما يناسب تماما طبيعة المهرجان المتنوعة بين معرض ودورة تكوينية وعرض أزياء وحفلة عرس. إلى ذلك، عرف المهرجان تنظيم دورة تكوينية للأزواج وللمقبلين على الزواج أطرتها وقدمتها الخبيرة في العلاقات الأسرية أمل شباش، وذلك صباح اليوم الثاني والثالث. الدورة حضرها عدد كبير من الشباب والشابات خصوصا، وكذا الأزواج، حيث غاصت الدكتورة شباش في عمق العلاقات الزوجية المغربية في جانبيها الرئيسيين: الاجتماعي والحميمي، حيث خصصت كل يوم لموضوع. وحرصت شباش على أن تبرز المشاكل التي يعاني منها الأزواج في المغرب، والتي تتعدد وتتنوع بين تدخّل العائلات، والمشاكل المادية، وقلة التفاهم، وكذا المشاكل الحميمية. وأكدت شباش أن أكبر مشكل تعاني منه مشاريع الزيجات في المغرب هو أن الحديث في بداياتها يكون ورديا وحالما، ولا يكون سوى عن الأمور الجانبية وعلى رأسها حفلة العرس، بينما في الواقع ينبغي التركيز على ما هو أهم من تدبير مصاريف وكيفية التعامل معها، ومن سيقوم بالمهمة الفلانية، وكيف سيتم تنظيم الزيارات للأسر، وكذا مسألة السكن وغيرها. كما قامت الدكتورة أمل شباش باستدراج الجمهور الحاضر في أكثر من مرّة من أجل إشراكه في الدورة ومعرفة انطباعاته وآرائه عن الحياة الزوجية المغربية، من أجل الخروج بخلاصة مرضية تكون كمنطلق لحياة سعيدة للمقبلين على الزواج خصوصا. اليوم الثاني عرف أيضا، مساءً، تنظيم عرض أزياء نال استحسانا كبيرا من طرف جمهور الحاضرات اللائي أثنين على ما تم عرضه وتقديمه بين أزياء خاصة بالمحجبات وبين فساتين أعراس، صممها وأبدعها مواهب محلية بين شباب وشابات. باكورة المهرجان هذا العام وقيمته المضافة، كانت في تنظيم عرس جماعي في اليوم الثالث ل 3 عرسان من طنجة، تم اختيارهم وانتقاؤهم بعناية، بحيث تم التركيز في هذه الفكرة على الكيف وليس على الكمّ، حسب تصريح لمديرة المهرجان. ابتسام الصبّاحي أكدت أنهم فضلوا في دورة هذه السنة أن ينظموا عرسا ل 3 أزواج فقط، على أن يكون الحفل حفلا مغربيا خالصا بكل تفاصيله وتقاليده، بحيث يشعر الأزواج أن كل منهم نظم عرسه الخاص على حدة. ومن الحمام التقليدي إلى الإقامة في الفندق ليلة العرس، تضيف الصبّاحي، تميز العرس الجماعي بكافة التقاليد المغربية المعروفة من زينات ونكافات وحناء وحلويات وولائم، وهو ما خلف لدى العرسان والحاضرين من أهاليهم انطاعا عامّا بأنهم أقاموا عرسهم الخاص بكل حذافيره وليس عرسا جماعيا. يذكر أن هذه الدورة من مهرجان العروسة، التي نظمت بين 24 و 26 أبريل، عرفت حضور حوالي 5000 زائر، كان عدد كبير منهم من مغاربة المهجر، حسب تصريح مديرة المهرجان.