ركزت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين تعليقاتها على عدد من المواضيع، كان أبرزها الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال ، والمحادثات اليونانية الألمانية في سعي لأثينا لعقد اجتماع آخر حول أزمتها المالية . ففي ألمانيا اهتمت جل الصحف بزلزال النيبال الذي خلف أزيد من 3200 قتيل وفق وزارة الداخلية النيبالية، التي أعلنت أن فرق الإنقاذ مازالت تبحث تحت الأنقاض وتجمع جثث القتلى . ونقلت الصحف عن مسؤول وزاري أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع على اعتبار أن العديد من الأشخاص مازالوا في عداد المفقودين أو مصابين وحالتهم خطيرة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (اوسنايبروكر تسايتونغ) أن عمليات بحث يائسة عن الناجين مستمرة تحت أنقاض المناطق المتضررة نتيجة هذا الزلزال المدمر الذي من المتوقع أن يضر كثيرا باقتصاد البلاد الذي يعتمد على عائدات السياحة، إذ ستتوقف تدفقات السياح على البلاد لفترة طويلة ، فغالبيتهم يذهبون إلى النيبال من أجل اكتشاف الكنوز الثقافية الرائعة بهذا البلد . ومن المفارقات ، تضيف الصحيفة ، فإن وادي كاتماندو ، الذي يعد أكثر المواقع الثقافية جذبا للسياح تعرض لأضرار كبيرة جراء هذا الزلزال. من جانبها اعتبرت صحيفة (زاخسيشة تسايتونغ) أن زلزال نيبال يعتبر مأساة وطنية بعد أن حاول هذا البلد الفقير لسنوات عديدة القضاء على الفقر، مشيرة إلى أن الزلزال خلف ضحايا كثرا وأوروبا مازالت تنتظر مصير عدد من متسلقي الجبال الذين لم يظهر لهم أثر بعد وقوع الزلزال الذي ليس لشعب النيبال أي خيار إلا التعايش مع مخاطره . أما صحيفة ( كولنر شتات أنتسايغر ) فقالت من جهتها إنه لسوء الحظ، فإن النيبال لها خصائص بلدان جنوب آسيا إلا أنها لم تستفد من دروس الكوارث التي عرفتها المنطقة على الرغم من أنها مدركة لمخاطر الزلازل. وفي النرويج، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالأضرار التي خلفها الزلزال الذي ضرب النيبال وأدى إلى مقتل الآلاف من الأشخاص. فأشارت صحيفة (في غي) إلى أن هذا الزلزال القوي خلق الدمار والذعر والحزن لدى سكان البلاد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في النيبال خشيتهم من أن يرتفع عدد القتلى إلى ما يقرب من 4500 شخص ، مبرزة أن شهود عيان تحدثوا عن بيوت ومباني محطمة وجثث القتلى في الشوارع. كما أشارت إلى تخوف العديد من سكان المنطقة من حصول هزات ارتدادية قد تودي بحياة ضحايا آخرين. من جانبها ، أبرزت صحيفة (افتنبوستن) أن الزلزال أحدث خرابا في المنطقة خاصة أن النيبال معروفة بمناظرها الطبيعية البرية وتوجد بها العديد من المعابد البوذية والهندوسية ، وأنها منطقة جذب سياحي. وذكرت الصحيفة أن بعض المواقع التراثية المصنفة من قبل اليونسكو تراثا عالميا تضررت جراء هذا الزلزال العنيف، مما يشكل خسارة ثقافية لا تقدر بثمن ، مضيفة أن عددا من المعابد دمرت في منطقة كاتماندو . من جهتها ، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن درجات الحرارة المرتفعة في البلاد تؤدي إلى تعفن الجثث ، وبالتالي يجري حرقها وفقا للطقوس الهندوسية بشكل أسرع. ونقلت عن مختصين تأكيدهم أن الحرق تقليد معمول به في البلاد باعتبار تبني سكان المنطقة لعقيدة تقول إن للشخص حياة أخرى ، وأن الحرق عملية لتطهيره. وفي فرنسا اهتمت الصحف بدورها بزلزال نيبال ، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن عدة مناطق سياحية مثل كاتماندو، سيتم إعادة بنائها بسرعة على الرغم من الأضرار الفادحة التي لحقت بالتراث الثقافي، مشيرة إلى أنه يبدو أن المدن والقرى والمناطق المعزولة ستجد صعوبة في تجاوز حالة الصدمة والفوضى. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) إنه منذ زلزال السبت أصبحت العاصمة النيبالية مدينة مشلولة ، بمحلاتها التجارية المغلقة، وانعدام حركة المرور ووسائل النقل العمومي، معتبرة أن البلاد غير مجهزة لمواجهة مثل هذا النوع من الكوارث. وأضافت الصحيفة أن السكان الناجين ينتابهم القلق مخافة انهيار المباني المتصدعة، فضلا عن صعوبات التزود بالماء والمواد الغذائية ، معتبرة أنه على الرغم من حجم الكارثة ، فإن هناك حركة تضامن واسعة مع المتضررين. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) بأن نيبال توجد بمنطقة الخطر الزلزالي، مضيفة أن وادي كتماندو يقع عند تقاطع الصفائح الهندية والأوراسية، كما أن العديد من الجيولوجيين حذروا من وجود خطر الزلزال على طول جبال الهملايا . وفي إسبانيا ، واصلت الصحف الرئيسية اهتمامها بالزلزال القوي الذي ضرب عدة مناطق من نيبال. فتحت عنوان " يبدو وكأنه حادث نووي "، أوردت صحيفة (إلموندو) وصف متسلق للجبال للانهيار الذي سببه الزلزال في قمة ايفريست والذي خلف مقتل 22 شخصا فضلا عن عشرات المحاصرين من بينهم عدة إسبانيين . وأشارت (إلموندو) إلى أنه على الرغم من الأمطار التي تعقد عملية إنقاذ الضحايا، فإن المنظمات غير الحكومية العاملة في نيبال تحاول مع ذلك تحديد مواقع ناجين محتملين في أجواء تعمها "الفوضى". وذكرت صحيفة (لاراثون) أن 152 مواطنا إسبانيا يعتبرون في عداد المفقودين بعد مأساة نيبال ، من بينهم 114 سائحا و 38 يقيمون في منطقة الكارثة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الإسباني سيستخدم الطائرة الرسمية الذي سافر على متنها إلى الهند ، لإجلاء الاسبان الذين تم تحديد موقعهم في نيبال. وتحت عنوان " مجهودات يائسة للإنقاذ " ، لاحظت صحيفة ( إلباييس) أن غياب وسائل الإغاثة تجعل من الصعب العثور على الناجين ، ونقل الضحايا إلى المستشفيات في أعقاب هذه الكارثة الطبيعية. من جانبها ، ذكرت صحيفة (أ بي سي ) أن انعدام البنيات التحتية في هذا البلد الآسيوي يعيق عمليات توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المتضررين ، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي تعبأ من أجل إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من هذا الزلزال. وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة المالية التي تعاني منها البلاد ، فكتبت (كاثيمينيري) أن رئيس الوزراء اليكسيس تزيبراس أجرى يوم أمس الأحد محادثات هاتفية مع نظيرته الألمانية أنغيلا ميركيل ورئيس مجموعة الأورو جورين ديجسيلمبلوم في مسعى لإقناعهما بضرورة عقد اجتماع آخر عاجل لمجموعة الأورو بشأن اليونان. وحذرت الصحيفة من أن اليونان تقترب من تسجيل نقص حاد في السيولة ولن تستطيع أداء الأجور. صحيفة (تو فيما) كتبت أنه من الواضح أن صناديق الحكومة أصبحت فارغة بالفعل ولا تتوفر على أموال لأداء جزء من مستحقات المديونية ولا الأجور والمعاشات ومع توالي الأيام لا يبدو أن هناك حلا في الأفق. وأضافت الصحيفة أن "الحكومة أجلت قليلا الأزمة مع لجوئها الحكيم لاستعمال أموال البلديات وصناديق الادخار وغيرها من المؤسسات العمومية المتواجدة في البنوك ، لكن رغم ذلك فالبيت اليوناني تندلع فيه النيران والناس تغني ، وبالفعل إنهم يغنون في البرلمان ويستخدمون عبارات وخطابات غير لائقة ما يعكس الانحدار الثقافي ".