عرضت الحلقة الأولى من البث المباشر لبرنامج المسابقات "مذيع العرب"، الذي تبثه قناتا "أبو ظبي" الإماراتية و"الحياة" المصرية، يوم الجمعة، ضمن إحدى فقراته التي تبسط جغرافية المتنافسين على لقب "مذيع العرب"، خريطة المملكة المغربية مبتورة من أقاليمها الجنوبية. ويأتي عرض خريطة المغرب منقوصة من صحرائه في برنامج "مذيع العرب"، أياما قليلة بعد الجدل الذي رافق توزيع كُتيب خلال فعاليات مؤتمر منظمة العمل العربية، التي احتضنتها الكويت، وشمل ذكر "الجمهورية الصحراوية" ضمن البلدان التي تحيط بدولة الجزائر. وإذا كان كتاب منظمة العمل العربية، الذي اشتمل على ورود عبارة "الجمهورية الصحراوية" كبلد مستقل له حدود وسيادة، قد أفضى إلى احتجاج شديد من الوفد المغربي أدى إلى اعتذار مسؤولين كويتيين، فإن واقعة خريطة البرنامج المنوعاتي يبدو أنها لم تنل ذات المتابعة. تعليقات قليلة لنشطاء على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، نددت بعرض خريطة المغرب بتلك الطريقة المبتورة من أقاليمه الصحراوية، حيث قالت أمينة مينا "الصحراء مغربية رغم أنف الجميع، وعاش وطننا الحبيب من طنجة الغالية إلى الكويرة الحبيبة تحت قيادة ملكنا محمد السادس". وأبدى معلقون مغاربة آخرون، رغم قلتهم، استياءهم من بث خريطة المملكة مبتورة من أقاليمها الصحراوية، ووصفوا ذلك بالخطأ الذي لا يمكن السماح به، فيما ذهبت آراء أخرى إلى أن ما وقع لا يعدو أن يكون خطأ غير مقصود، ربما بالاعتماد على خريطة منقولة من الانترنت. مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية دخل على خط ما بثه البرنامج من خريطة مبتورة من الصحراء المغربي، حيث راسل مدير المركز، الدكتور خالد الشرقاوي السموني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أبو ظبي للإعلام"، مبرزا أن عرض تلك الخريطة "تصرف يمس بمبدأ الوحدة الترابية للمملكة المغربية". وتابعت رسالة السموني، توصلت بها هسبريس، بأن بث خريطة المغرب منقوصة من صحرائه يستفز مشاعر المواطنين المغاربة، ويضر بالعلاقات الأخوية والمتينة التي تجمع بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، كما قد يؤثر لا محالة على مسار تسوية ملف الصحراء أمام هيئة الأممالمتحدة". وبعد أن شجب المركز البحثي ما تم نشره بشأن خريطة المملكة، طالب المسؤولين عن البرنامج بالتدخل من أجل إعادة عرض خريطة كاملة للبلاد في الحلقات القادمة لبرنامج "مذيع العرب"، وتقديم اعتذار رسمي للمملكة المغربية والشعب المغربي على السواء" وفق تعبيره. ويسعى البرنامج، وفق نشرة تعريفية للقائمين عليه، والذي يُشكل لجنة التحكيم فيه كل من الفنانة ليلى علوي، والمذيع طوني خليفة، والإعلامية منى أبو حمزة، إلى "جذب مواهب من مختلف الدول العربية في مجال الإعلام والتقديم التلفزيوني، والإسهام في صناعة المذيع المحترف في العالم العربي".