اختتمت ندوات النقاش المبرمجة ضمن فعاليات الأسبوع المغربي بألمانيا، في محطته الأخيرة بمدينة فرانكفورت، بتنظيم موعد اختار له المنظمون الخوض في "الهجرة والتعايش"، وذلك بفضاء Jahrhunderthalle، الذي لمّ ضيوف التظاهرة المنظمة من طرف الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وسفارة المغرب بألمانيا، وشركاء حكوميين ومؤسسات اقتصادية مغربية. وقد قال الوزير أنيس بيرو، خلال كلمته الإفتتاحية ضمن الندوة التي سيّرها Ulf-dieter klemm، السفير السابق لألمانيا بالمغرب، إنه من الضروري العمل على توفير تعليم يليق بأبناء المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج، باعتبار ذلك مفتاحا أساسا لنجاحهم واندماجهم بشكل إيجابي في المجتمعات المستقبلة، مؤكدا أن الفشل الدراسي وسط "أبناء الMRE" لن يحولهم في المستقبل إلاّ لمتطرفين أو عاطلين أو "قنابل موقوتة"وفق تعبير المسؤول الحكومي المغربي. وأكد الوزير أن مصلحة ألمانيا تكمن في تعلم أبناء المهاجرين المستقرين على ترابها، وتألقهم يتمّ باعتبارهم مواطنين ألمانيين أيضا، وزاد بيرو: "هذا النجاح يصبّ أيضا في مصلحة المغرب باعتبار أبنائه هم سفراء لبلدهم الأمّ حيثما كانوا"، موجها ندائه لمغاربة المهجر من أجل العمل على تعليم أبنائهم ليكونوا في مستوى تطلعات الجميع، ودعا مغاربة ألمانيا بدفع أبنائهم "ليكونوا مفخرة للمغرب وألمانيا". وخاطب بيرو الجمعيات الناشطة بأوروبا بالتنصيص على أن "وزارة الجالية" تروم عقد شراكات لإعداد المستقبل وتعليم أبناء المغاربة، وبناء المستقبل المشترك.. داعيا ذات النشطاء "المغاربة الأوروبيين" إلى التحرك ضمن هذه الأولوية.. واسترسل: ""من يتوفرون على مشاريع في هذا الإطار سينالون منّا الدعم والمساهمة في التمويل". واعتبر أنيس بيرو أن نتائج العمل في المجال التربوي لأبناء الجالية لا ترتبط بمدة محددة أو ولاية حكومية، وأضاف" "نحن نشتغل لأجل المستقبل، على المدى المتوسط والبعيد، وأؤكد انعدام أي اعتبار سياسي، أو سياسوي، وراء الاستراتيجية التي ننهجها ونروم من خلالها خلق جيل قادر على تشريف بلده الأم وبلد الإستقبال، وتقديم صورة طيبة تبعث على الإفتخار، وهذه هي المسؤولية التي نتحملها جميعا". وأورد بيرو أن التعامل مع موضوع الهجرة والعيش المشترك، قادر على بناء المستقبل بالشكل المطمئن للجميع، مشددا على أنه موضوع المستقبل، وزاد "نحن نحدد معالم الغد ومجتمع الغد، وهذا دور النخبة السياسية والمثقفين والمؤثرين في الرأي العام، والذي يضطلعون بمسؤولية كبيرة تتجلى في تثقيف المجتمعات لإعداد مستقبل الغد". أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ركز خلال مداخلته على تقديم مميزات المغرب الثقافية والجغرافية والتأكيد على تنوع الثقافة المغربية، عرضا أمام الحاضرين صورا للأزياء والمجوهرات الأمازيغية، ليختم بتقديم أغنية للوليد ميمون والحاملة لعنوان "أدشار ينو". مداخلة محمد الخشاني رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول الهجرة بالمغرب، حملت أرقاما ومعطيات حول الهجرة المغربية بألمانيا، مشددا على أن البطالة هي العدو الأول للاندماج، مسجلا ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المغاربة مقارنة مع جنسيات أخرى مقيمة بنفس البلد، زيادة على مشاكل أخرى تعانيها. الختم كان للكاتب المغربي المقيم بألمانيا محمد مسعاد، والذي تحدث عن كتاب مغاربة تألقوا في ألمانيا، مقسما إياهم إلى فئة تعايشت مع وطن الإستقبال وشرعت في الكتابة، وتجربة الحجاج الذي كتب أول نص في سنة 1969، والذي سرد من خلاله مشاكله مع الهجرة في ألمانيا، وتجربة مغاربة ولدوا في ألمانيا وبدؤوا في الكتابة، وفئة قدمت لألمانيا وبدأت تمزج في كتابتها بين ما عاشته في المغرب وما تعيشه في بلد الإستقبال.