أدانت هيئات حقُوقيّة مغربية منع الوقفة التي دعت إليها مساء أمس للتضامن مع الشعب اليمني والاحتجاج ضد مشاركة المغرب في تحالف "عاصفة الحزم" العسكرية المُستهدفة لمعاقل الحوثيّين، معتبرة أن المنع صاحبه "اعتداء همجي" يستوجب فتح تحقيق، فيما طالبت بانسحاب المغرب من التحالف العربي العسكري في اليمن كونه "يسيء للشعب المغربي وسمعة المغرب". الشبكة الديمقراطيّة المغربيّة للتّضامُن معَ الشّعُوب، التي تضم هيئات حقُوقيّة مغربيّة وأبرز الداعين للوقفة، اتهمت السلطات ب"تجييش كامل للساحة المقابلة للبرلمان بالرباط بكافة أشكال قوى القمع"، مضيفة أن التدخل الأمني أسفر "عن عدة إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعضاء اللجنة الوطنية للشبكة والعديد من المناضلات والمناضلين الذين حجوا للوقفة ولم يسلم من القمع حتى المواطنات والمواطنين العابرين". ورصت الهيئة إصابة أزيد من 24 محتجاً، و"نقل سبعة مصابين بسيارات الإسعاف نحو مستعجلات ابن سينا"، واعتقال 4 أشخاص، ضمنهم صحافي، "كما تم حجز كاميرتين رقميتين وثلاث هواتف نقالة وتكسير آخرى"، وهو ما دفع الشبكة الحقوقية إلى التنديد بما أسمته "القمع الشرس الذي تعرضت لها الوقفة السلمية". وحملت مواقف الشبكة ذاتها التضامن "مع ضحايا الشعب اليمني.. نتيجة الحرب العدوانية الامبريالية عليه في خرق سافر لميثاق الأممالمتحدة"، وإدانة "التدخل العسكري الرجعي الإمبريالي وما نتج عنه من كوارث إنسانية غير مسبوقة على الإنسان والبيئة"، مطالبة ب"السحب الفوري للقوات العسكرية المغربية من عملية "عاصفة الحزم"". أما الجمعية المغربية لحقوق الانسان، فأعلنت تنديدها ب"الاعتداءات التي قامت بها القوات العمومية ضد هذه الوقفة السلمية"، محملة السلطات المسؤولية "في الاعتداءات على المتظاهرين السلميين والنشطاء الحقوقيين"، مطالبة بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. عبد الحميد أمين، المنسق العام بالنيابة للشبكة الديموقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، انتقد، في تصريح صحافي لهسبريس، مشاركة المغرب في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية المستهدفة لمعاقل الحوثيين في اليمن، موردا أن العملية "هجوم على الشعب اليمني لأنه غير قادر على حل مشاكله بنفسه ومن حقه تقرير مصير لوحده ولا أحد له الحقّ في التدخل بشؤونه الداخلية إلا من مدخل التوقيف بين الفرقاء والوصل على حل سيّاسيّ". وقال أمين إن المشاركة الرسمية للمغرب في التحالف العربي المذكور تسيء للشعب المغربي "إقحام المغرب في هذه الحملة ستجر الويلات على اليمَن"، مضيفا أن عددا من الحقوقيين المغاربة من داخل الشبكة الديمقراطيّة المغربية للتضامن مع الشّعُوب، أعلنوا تضامنهم مع الشّعب اليمني "دواعي وقفتنا كانت سلميّة ولم تكن مسيرة تحتاج معها الترخيص ولا التصريح ومع ذلك منعت من طرف السلطات". وأشار إلى أن وقفة سابقة نظمتها الشبكة بالرباط تضامنا مع ضحايا مجزرة نفذتها حركة "شباب المجهادين" في كينيا "وخلفت مصرع 150 مواطنا من بينهم طلبة.. مرت القفة بسلام لكننا تفاجأنا بمنع الاحتجاج ض 'عاصفة الحزم'". ويرى الناشط الحقوقي أن السبب المباشر راء منع السلطات المغربية لوقفة أمس السبت يعود "لكون النظام المغربي لن يقبل بتظاهرة تمسّ النظام السعودي القائد للعملية العسكرية في اليمن، نظرا للعلاقات الوطيدة بين البلدين"، موضحا أن السعودية تبقى من الممولين الرئيسيين للاقتصاد المغربي، "لذلك ربطت السلطات بين قمع الوقفة لأجل عدم وقف الدعم السعودي للمغرب"، وفق تعبيره.