وجه حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، سيلا من الاتهامات إلى الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، وخصوصا أمينه العام، عبد الإله بنكيران، مبرزا أن ما سماها الدولة العميقة تقف وراء استوزاره، دون أن ينسى اتهام رباح بالتورط في كارثة طانطان. وقال شباط، الذي حل اليوم ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، إن قيادة العدالة والتنمية للحكومة، ستكون "سحابة صيف عابرة، لأنهم جاؤوا بعد انتكاسة حقيقية، في ظل حراك 20 فبراير"، محذرا من كون "هدفهم هو السيطرة على الحكم، انطلاقا من التدرج الذي تتبناه حركة التوحيد والإصلاح". وطالب شباط، في سياق حديثه عن حادثة السير المفجعة الأخيرة بالقرب من مدينة طانطان، بمقتل 34 شخصا حرقا، بمحاكمة وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عزيز رباح، بسبب "توقيفه للمشاريع والاستثمارات التي سطرتها الحكومة السابقة، والتي كان هدفها إصلاح الطرق". وتابع شباط بأن وزير النقل يجب أن يحاكم على وقف البرنامج السابقة، والذي وضعه وزير التجهيز السابق الاستقلالي، كريم غلاب، مردفا أن "كل المشاريع التي أطلقتها الحكومة السابقة تم إيقافها، وفي المقابل رفعت هذه الحكومة الأسعار واستهدفت جيوب المغاربة". التحكيم الملكي شباط أكد أن "كل شيء في عهد هذه الحكومة لم يتجاوز العبث، والظروف تقتضي انتخابات سابقة لأوانها"، مضيفا أن "المعارضة لا تعرقل الأجندة الانتخابية، وكانت تريد الانتخابات في وقتها، في الوقت الذي يصر فيه رئيس الحكومة على تأخيرها"، وفق تعبيره. وتطرق زعيم حزب "علال الفاسي" إلى طلب التحكيم الملكي من لدن أحزاب المعارضة، حيث كشف أن "المعارضة نسقت فيما بينها"، مبديا استغرابه كيف يعترض "العدالة والتنمية" على طلب التحكيم، رغم أنه أقحم الملك في نقاشات من المفترض أن تكون بين الأحزاب. وقال شباط في هذا الصدد "الحزب الحاكم في مذكرته التي رفعها للجنة الاستشارية المكلفة بإعداد الدستور، طالب بحق الملك في التدخل بين الأحزاب السياسية والتحكيم بينها"، مشيرا أنه "انقلب بعد ذلك، معتمدا على منطق "تمسكن حتى تمكن". وأكد شباط أن من يقحم الملكية في الشؤون الحزبية هو رئيس الحكومة، مضيفا أن "بنكيران صرح بأن الملك يقترح عليه أمورا ينفذها، وإن كانت مخالفة للشريعة الإسلامية"، معتبرا ذلك "تشكيكا في المؤسسة الملكية، والملك يجب أن يبقى بعيدا عن هذه التجاذبات". وأبرز المتحدث أن "الحكومة تعتمد مبدأ "شاورهم ومادير برأيهم"، في علاقتها بالمعارضة، متسائلا عن هذا العبث الذي يمكن أن يهدد البلاد، "ولن نقبل هذا العبث واللعب بالنار، لأن المغرب ليس هو اليمن وسوريا ومصر، بل فيه تعددية حقيقية"، على حد تعبيره. الدولة العميقة والانتخابات وعاد الأمين العام لحزب "الميزان" إلى خطاب رئيس الحكومة، وعلاقته بما نعته بالدولة العميقة، بالقول "رئيس الحكومة ثاني شخصية في البلاد يتحدث عن الدولة العميقة"، مؤكدا "أنه لولا الدولة العميقة لما استطاع بنكيران أن يكون رئيساً للحكومة". ونفى شباط أن يكون قد سب الحكومة، مبرزا أنه "ليس هناك سب ولا قذف بل نقوم بالمعارضة، فهل من السب أن نقول إن الحكومة تكذب على الشعب المغربي"، مشيرا إلى أن "بنكيران له سياسة غير شعبية، وبأنه فشل في تسيير "حانوت" وجاء يتعلم فينا الحسانة"، على حد قوله. زعيم الاستقلاليين أوضح أن حزبه سيتصدر الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن "الهاجس الأكبر دائما بالنسبة لنا هو الاستحقاقات الانتخابية، ونستعد لها منذ الانتخابات السابقة"، كاشفا أن "الاستقلال من الأحزاب المنظمة، ويستطيع أن يغطي جميع الدوائر، وسيحصل على المرتبة الأولى". "لحزب الاستقلال الفضل في القبول بانتخابات سابقة لأوانها، بعد حراك 2011"، يقول شباط الذي أضاف أن المغرب اليوم "يعيش احتقانا حقيقيا في غياب الحوار، وغياب التشارك مع النقابات، والأحزاب السياسية، في ظل اعتماد الحكومة على تقارير البنك الدولي التي يتم تفقير الشعب عبرها".