ينتظر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية، انعقاد المجلس الوزاري لتلقي التوجيهات حول فض الاشتباك الحكومي وإعلان خارطة المستقبل للإعلان عن تكوين حكومة جديدة أو فض المفاوضات الحالية التي وصلت إلى حالة "بلوكاج"، ولا يريد بنكيران إعلان فشله في تدبير المفاوضات. وقالت مصادر مهتمة بقضية تشكيل الأغلبية الحكومية الجديدة إن الأمور تسير نحو صيغتين لا ثالث لهما، فإما تشكيل حكومة أقلية مساندة، حيث يقوم الملك بدور التحكيم لضمان سير عمل الحكومة، وذلك لفترة انتقالية لا تتجاوز السنة أو تشكيل حكومة ائتلاف وطني تشارك الأحزاب الممثلة في البرلمان بفرق نيابية بنسبة أربعة وزراء لكل حزب يكون دورها تسيير الأمور التدبيرية للحكومة والإشراف على انتخابات سابقة لأوانها السنة المقبلة. وحسب مصادر من حزب العدالة والتنمية فإن بنكيران أصبح يشعر بأنه أوقع نفسه في مقلب خطير، حيث إن مذكرة حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال مخففة الشروط بالمقارنة بمذكرة صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار. من جهة أخرى لم يول بنكيران بالا للمذكرة التي يعتزم نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، رفعها لبنكيران قصد تسهيل المفاوضات باعتباره حزبا مشاركا في الحكومة، بعد تراجع بنكيران عن قبوله المبدئي بالهيكلة النسبية للحكومة حيث أصبح يقول إنها لن تتجاوز الوزارات التي تركها وزراء حزب الاستقلال. و ما زال صلاح الدين مزوار ينتظر رد عبد الإله بنكيران على المذكرة التي قدمها إليه وتتضمن تصور الحزب للتعديل الحكومي وهيكلة الحكومة، وبينما مزوار في قاعة الانتظار يقضي بنكيران ما تبقى من عطلته الصيفية في حضور الحفلات والأعراس الخاصة بأبناء قادة وأعضاء حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح في ربوع المغرب. وما زالت أحزاب المعارضة، الممثلة في البرلمان، والنقابات الأكثر تمثيلية، والمقاولات تترقب ميلاد الحكومة الجديدة، كما استغربت البطء الشديد في تشكيل التحالف الحكومي بين أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، حيث يشتغل بنكيران بطريقة لا توحي بأنه مستعد لهذا الخيار أو يفضل خيار الانتخابات السابقة لأوانها، إذ انقضى شهر ونصف تقريبا على تقديم وزراء حزب الاستقلال لاستقالاتهم وأكثر من شهر على قبولها من طرف الملك يوم 23 يوليوز، وانقضى شهر كامل على بداية المفاوضات الرسمية بين بنكيران ومزوار وما زال الطرفان غارقين في الشكليات. إلى ذلك قال عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، إن حزبه لن يمنح عبد الإلاه بنكيران فرصة لعب دور الضحية. وأكد بنحمزة في حديثه ل"النهار المغربية"، أن حزب الاستقلال سيمارس معارضة حقيقية وقوية داخل مجلس النواب، لكنه في المقابل لن يعمل على إسقاط هذه الحكومة مهما كانت الدوافع والأسباب، مشددا على أن حزبه سيصوت على جميع القوانين لكن بعد أن يكون قد مارس حقه الطبيعي داخل المعارضة.