يناقش الاتّحاد الأوروبي، اليوم الاثنين ببرشلونة، سياسة الجوار الأوروبية مع بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، خلال اجتماع وزاري غير رسمي، سيُعقد في قصر بيدرالبيس، ويحضره المغرب ممثلا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار. ويتطرّق الاجتماع إلى عدّة قضايا مهمّة، من بينها مكافحة الإرهاب والهجرة السّرية، اللّذان يعتبران من بين الملفات المحورية في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والدّول جنوب متوسّطية. ويعد هذا اللقاء أول فرصة يجتمع خلالها رؤساء الدبلوماسية بدول جنوب البحر الأبيض المتوسّط بنظرائهم الأوروبيين، منذ إنشاء الاتحاد من أجل المتوسّط سنة 2008، بسبب "توترّ العلاقات بين فلسطين وإسرائيل"، وفقا لما أفادت به مصادر دبلوماسية إسبانية. ويمثّل إسرائيل في هذا الاجتماع نائب وزير خارجيتها، تساحي هنغبي، لأنها ما زالت قيد تشكيل حكومتها بعد الانتخابات الرّئاسية التي أجرتها مؤخرا، كما يحضر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، ووزراء خارجية الجزائر، ومصر، ولبنان، والأردن. ولم توجّه الدعوة لحضور هذا الاجتماع إلى كلّ من سوريا وليبيا، بسبب الاضطرابات الداخلية التي يعيشها البلدان، وسيحضر عن الجانب الأوروبي وزراء خارجية 22 بلدا. الهدف المعلن من الاجتماع هو مناقشة "الإصلاحات العميقة" للعلاقات التي تجمع الاتحاد الأوروبي بجيرانه الجنوبيّين. وتبرز فيديريكا مورغيني، رئيسة الدّبلوماسية الأوروبية، ويوهانس هاين، مفوض سياسة الجوار الأوروبية، كأشد المدافعين عن إصلاح العلاقات بين دول ضّفتي المتوسّط. وشدد بيان المفوضية الأوروبية على أنّ الاتحاد الأوروبي لا ينبغي له التّعامل مع جيرانه، كما لو كانوا كتلة متجانسة، وأنه يجب أن يكون أكثر نفعية في سياساته، وأن يأخذ في الحسبان خصوصيات كلّ بلد على حدة، كما سيُعيد النظر في مبدأ "الشرطية" الذي يجعل التعاون مع جيرانه الجنوبيين متوقّفا على مدى ترسيخهم للديمقراطية. وأفادت منابر اسبانية أن دول البحر الأبيض المتوسّط لا تطمح جميعها إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، وكثير من هذه البلدان لا تعنيها الديمقراطية البرلمانية في شيء، كما أنّ أهميتها بالنسبة للاتّحاد الأوروبي تتراوح ما بين قضايا الهجرة والأمن، أو مدى نفوذها في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن النقاش بين الاتحاد الأوروبي وجنوب البحر الأبيض المتوسط، سيعقد على طاولتين مختلفتين، لكي لا يتحول الاجتماع إلى جولة من التعليقات، نظرا لكثرة المشاركين، كما أن ممثل فلسطين لن يجلس مع إسرائيل على نفس الطاولة.