لم يكن لقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وجها لوجه مع رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، يوم الأحد الماضي، عاديا في عيون الكثير من المغاربة، سواء الذين تحدثت إليهم هسبريس في الشارع، أو القراء والمعلقين الذين لا يبخلون بتدوين آرائهم في صفحات الموقع. وانقسم معلقون إزاء جلوس بنكيران مع السيسي يتبادلان أطراف حديث وصفه رئيس الحكومة بأنه كان "وديا"، إلى فريقين اثنين، الأول وجد في قبول بنكيران الذي مافتئ حزبه "الحاكم" ينعت السيسي بالرئيس الانقلابي أمرا مناقضا لمبادئه، والثاني اعتبر اللقاء مرتبطا بسياسة خارجية تخص الدولة ويرسمها ملك البلاد. وجهان لعملة واحدة وذهب معلقون ظرفاء إلى عقد "مقارنة" بين الرجلين، السيسي في مصر وبنكيران في المغرب، حيث قال أحدهم إن "السيسي حكم المصريين بعد أن أغرقهم في الدماء وقتلهم بالآلات الحربية، فيما بنكيران "قتل" الفقراء بطريقة باردة من خلال الغلاء والزيادات المتوالية في الأسعار". وضمن الفريق الأول قال معلق إن بنكيران لم يحترم مواقف حزبه بخصوص طريقة وصول السيسي إلى سدة الحُكم في مصر، حيث اعتبر أنه انقلب على الشرعية متمثلة في الرئيس المعزول محمد مرسي، بينما شدد آخر على أن بنكيران لم يكن مطالبا بالجلوس مع السيسي والتودد إليه". وأفاد معلق بأن السيسي وبنكيران وجهان لعملة واحدة، فإذا كان الأول قد قتل أفراد شعبه، في إشارة إلى "الإخوان" بواسطة الآلات الحربية، حتى تمكن من بسط سيطرته على البلاد، فإن الثاني قتل الطبقات الفقيرة بالغلاء، والتدبير الحكومي الفاشل، مضيفا أن المغرب يعرف انتكاسة يعيشها الفقراء" وفق تعبيره. معلق يدعى جلال تساءل بالقول "إذا كان بنكيران يقول إنه يمثل الملك في القمة العربية، ولقاء الانقلابي السيسي، إذن ما جدوى وجود الانتخابات، فالشعب هو الذي يصوت وينتخب رئيسها، وما جدوى من وجود بنكيران أصلا وحزبه إذا كان الملك هو الذي يأمر ويقرر ما تفعله الأحزاب السياسية". كياسة ومرونة وفي الضفة المقابلة، اعتبر معلقون أنه لا يتعين لوم بنكيران على لقاء السيسي، لكونه رجل ينفذ سياسات الدولة، ولأنه ذهب إلى مصر ليمثل الدولة المغربية ورئيسها الملك محمد السادس، فيما اعتبر آخرون أن اللقاء بين الطرفين يعتبر تواصلا مثمرا لما فيه صالح البلدين". وأوردت مواطنة مغربية تبرر لقاء بنكيران بالسيسي بأن "السياسة تبيح المحظورات"، وفق تعبيرها، مضيفة أن "السياسي الناجح هو من "يسير مع كل التيارات، ويتسم بالمرونة المطلوبة"، ليتلقط الحديث معلق اعتبر اللقاء بين الرجلين تواصليا بامتياز لكسر الحواجز النفسية، رغم تباعد الأفكار". وأوضح معلق يدعى "خالد تاك" بأن "كل من ينتقد لقاء بن كران بالسيسي، إما أنه لا يفقه في السياسة المغربية شيئا، أو أنه ينتقد لغاية في نفس يعقوب، فرئيس الحكومة في المغرب لا يمثل سياسة حزبه، بل سياسة الدولة التي يترأسها الملك حسب الدستور المغربي". وتابع شارحا بأن "السياسة الخارجية للدولة المغربية، سواء كان يترأس الحكومة يساري علماني أو إسلامي، فإنه لا يمكن أن تسير حسب إيديولوجيته، بل وفق السياسة الخارجية المرسومة من طرف الملك، وهذه من إيجابيات الحكم في المغرب، والكل يعرف أن الملك كان من أول المهنئين للسيسي بعد بوتفليقة".