قدر لساكنة مدينة الدارالبيضاء ومعها مناطق مجاورة أن تعيش خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الحوادث المفجعة والماسي التي تابعها المغاربة وغير المغاربة ...،وإذا كانت الفيضانات وحادث غرق حافلة لنقل العمال بركابها قرب بوزنيقة من بين هذه الحوادث المذكورة فان منطقة الحي الحسني وتحديدا دوار حمدي قد عاش مأساة أليمة ومرعبة تمثلت في هلاك ومصرع أربعة أطفال إخوة(الصورة) التهمتهم النار في مشهد من الصعب وصفه وهو حادث أهملته كالعادة صحافتنا وخصوصا قناتينا الأولى والثانية .. وكان دوار حمدي المتواجد بقلب مقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء قد عاش الأسبوع ما قبل الأخير حادثا غير مسبوق تمثل في التهام النيران لجثة أطفال أبرياء من أسرة واحدة فيما مازالت شقيقتهم الخامسة زهيرة (9سنوات) تخضع للعلاج بعد نجاتها من الموت بعد إصابتها بحروق بمختلف أنحاء جسدها ..وكانت أم الضحايا قد استفاقت على رائحة الحريق التي شبت في الغرفة التي كان ينام فيها الأطفال الخمسة فيما كانت شقيقتهم نجوى الكبرى متواجدة عند صديقتها بمنزل مجاور لهم واندلعت النيران بعدما سقطت شمعة على الحصير في غفلة من الأطفال الأبرياء الذين كانوا يغطون في نومهم لتنتقل إلى اللحاف ومنه للأثاث وخاصة الملابس....، وفور اندلاع الحريق حاولت الأم رفقة زوجها الذي لم يصدق ما يقع اقتحام الغرفة التي اندلع فيها لهيب النار بقوة لكنهما فشلا بل قررا مغادرة المكان بعد أن أصيبا بحروق ليكون مصير الأطفال الإخوة وهم نيام مواجهة الموت خصوصا وان النار قد اندلعت في أثاث الغرفة إذ ساهم في ذالك تطاير (البونج)..،والغريب أن والدي الضحايا لم يجدا الماء الذي بإمكانه أن يطفأ اللهيب حيث قضت الأم دقائق لا تعرف ما ذا تفعل وهي تشاهد النيران تلتهم جثة أطفالها لتسقط مغماة عليها وتنقل إلى المستشفى في حالة يصعب وصفها خصوصا بعدما شاهدت عملية إخراج جثتي ابنتيها مروة 3سنوات وحسناء 8سنوات في أكياس بلاستيكية في حين التصقت جثة الابن الأكبر محمد 15سنة ومحسن 9سنوات بالأثاث والملابس المحترقة ....هذه الصور المرعبة للجثث التي التهمتها النيران جعلت كل من شاهدها يعيش حالة من الحزن والألم والاشمئزاز. ومن جانبه أصيب أب الضحايا بصدمة نفسية قوية جعلته لا يقدر على الكلام ..أما ساكنة الدوار فقد عبروا عن امتعاضهم خصوصا بعد تأخر عناصر الوقاية المدنية وعدم تمكنهم من تحديد الدوار الذي شهد الحادث كما كانت الواقعة مناسبة عبر خلالها السكان عن استنكارهم وتدمرهم من إهمال السلطات لمعاناتهم خاصة انعدام الماء وهو عامل ساهم فيما وقع... ونابت الابنة الكبرى (نجوى) عن الأسرة وهي تغالب دموعها في توجيه نداء للجمعيات والمحسنين من أجل من أجل علاج شقيقتها زهيرة ووالدتها جراء إصابتهما بحروق خطيرة إلى جانب الأب الذي شل لسنه وأصيب بصدمة قوية جراء الحادث..وقالت أن أشقاءها الضحايا كانوا جميعا قد انقطعوا عن الدراسة بسبب الفقر وبطالة الأب مشيرة أن هلاك الأخوة الأربعة دفعة واحدة ومرض والديها وصدمتهما زاد من الحالة المزرية للأسرة ..... [email protected]