كشف وزير الداخلية التونسي، ناجم الغرسلي عن معطيات مثيرة حول الهجوم على متحف باردو بالعاصمة التونسية الذي أودى بحياة 21 شخصا، ذلك أن الخلية الإرهابية التي خططت ونفذت الهجوم تتكون من 23 فردا بينهما مغربيان لا يزالان في حالة فرار، بينما تمكنت المصالح الأمنية التونسية من اعتقال 80 في المائة من عناصر هذه المجموعة الإرهابية. وقال وزير الداخلية إن مصالح الأمن التونسية تمكنت من إلقاء القبض على أغلب المتورطين في الهجوم، معظمهم تونسيون بينما تمكن مغربيان وجزائري وتونسي من الفرار ولازال البحث عنهم متواصلا، مضيفا بأن هذه الخلية الإرهابية كانت مقسمة لثلاث مجموعات، الأولى تكلفت بالتخطيط، والثانية تولت إحضار الأسلحة والمتفجرات، بينما كان دور المجموعة الثالثة تنفيذ الهجوم وتوفير الدعم لمنفذي الهجوم. وكانت المهمة الموكولة للعنصرين المغربيين المشاركين في الهجوم، التخطيط والتحضير لهذه العملية، وهو ما جعلهما بعيدين عن ساحة العملية، وسهل عملية فرارهما، ولم يكشف وزير الداخلية التونسي ما إذا كانت العناصر المبحوث عنها لا تزال في تونس أم أنها تمكنت من الخروج من البلاد. وكشف المسؤول التونسي أن العملية تمت تحت إشراف خالد الشايب الملقب بلقمان أبي صخر الجزائري الأصل، الذي يعتبر واحدا من قادة كتيبة عقبة ابن نافع الموالية لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، بيد أن نفس المتحدث رفض أن يؤكد وقوف أي جماعة إرهابية وراء الهجوم، خصوصا وأن تنظيم داعش تبنى هو الآخر عملية الهجوم على متحف باردو بالعاصمة التونسية. كما كشفت تحقيقات وزارة الداخلية التونسية أن المسلحين اللذين هاجما المتحف كانا مدججين بأسلحة جد متطورة، بالإضافة إلى حملهما لأحزمة ناسفة تحتوي على مواد سريعة التفجير، ويتعلق الأمر بمادة "سامتاكس" التي تعتبر أخطر مادة تفجير العالم، وهي مادة ذات استعمال عسكري، وهو ما دفع وزير الداخلية التونسي إلى القول إن "كارثة حقيقية كانت ستقع" لو أن تلك الأحزمة الناسفة قد تفجرت.