كشف مصدر خاص بهسبريس أن "غضبة ملكية" ألغت حفل تقديم "البرنامج الوطني لتجارة القرب" كان من المزمع تنظيمه اليوم بولاية مدينة الرباط، بخصوص برنامج اجتماعي يرمي إلى تأهيل الباعة الجائلين بالجهة، وهو البرنامج الذي تشرف عليه وزارة الداخلية بشراكة مع وزارة التجارة والصناعة. وأفاد مصدر هسبريس أن الملك محمد السادس حينما كان يهم بالمغادرة، لاحظ أن محتوى المخطط الذي يهدف لمساعدة الباعة المتجولين كان هزيلا، وغير طموح، ولم يكن يرقى إلى مستوى تطلعات هذه الفئة من المواطنين الذين يساهمون في تنشيط الدورة الاقتصادية بالبلاد. وتبعا لذات المصدر، فإن الجالس على العرش أعطى أوامره بتأجيل ذلك النشاط إلى حين تحضير المسؤولين عنه لبرنامج أكثر نجاعة وفعالية، يستحق أن يشرف عليه الملك لصالح هذه الشريحة من المواطنين الذين يعملون كبائعين متجولين على العربات، فيما يسمى الاقتصاد غير المهيكل. وكانت كافة ترتيبات الاستقبال الملكي بمقر ولاية الرباط قد اتُخذت، وحضر جميع المدعوين من برلمانيين، ووزراء ومسؤولين معنيين بالبرنامج، وعلى رأسهم وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، حفيظ العلمي، والوزيران المنتدبان لديه، محمد عبو، والمامون بوهدود، إلى جانب وزير الداخلية، محمد حصاد . وبعد انتظار وُصف بالطويل، فاجأ وزير الداخلية الضيوف الذين كانوا بانتظار وصول الملك محمد السادس، بتلاوة رسالة مفادها أن "العاهل غير راضٍ عن البرنامج، ولا يلبي طموحه لصالح التجار"، الشيء الذي خلق حالة من الارتباك والدهشة وسط الحاضرين، وهم يُغادرون مقر ولاية الرباط. وجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تطال فيها "غضبة" الملك عددا من المسؤولين، أو أدت إلى إلغاء أنشطة ومشاريع كان يهم بإطلاقها أو الإشراف عليها، من بينها "غضبته" سابقة بخصوص مشروع سكني في إطار مشاريع التنمية البشرية بالدار البيضاء، وأيضا "غضبته" على مسؤولين أمنيين بسبب هفوات في البروتوكول الأمني للعاهل المغربي.