ما إن تظهر تباشير الربيع بألوانه الزاهية وبساطه الأخضر حتى يشكل قدومه، بالنسبة للبعض، كابوسا مزعجا بسبب انتشار حبوب اللقاح في الجو وما يسفر عنه ذلك من تحسيس للجهاز المناعي وإصابة بالحساسية الربيعية، بالإضافة إلى ظهور مشاكل نفسية. وفي تعريفه للحساسية الربيعية يقول الدكتورعلي بعيز، طبيب الأنف والأدن والحنجرة بالرباط، إنه تفاعل غير عادي يسببه دخول حبوب اللقاح عبر الممرات التنفسية العلوية للأنف والحلق، أو السفلية عبر الرئتين والقصبة الهوائية. وحسب الطبيب المختص الذي تحدث لهسبريس فإن حبوب اللقاح النباتيّة المتطايرة في الجو تسبب مشاكل صحية كثيرة، من بينها رشح الأنف وانسداده، والعطاس الشديد، زيادة للحكة على مستوى الأنف، مع احمرار العينين وجفاف الحلق. وأضاف الدكتور بعيز أن هذه الأعراض قد تصل أحيانا إلى نوبات ربو، مشيرا إلى أن معظم الذين يعانون من هذا المرض تزيد معاناتهم خلال فصل الربيع، ناصحا بضرورة اِتباع بعض الإجراءات التي من شأنها أن تقلل من معاناة المريض, ويوصي الطبيب، في ذات التصريح لهسبريس، بتفادي الاقتراب من النباتات والأزهار، وذلك بوضع كمامات على الأنف، إضافة إلى إجراء اختبار لمستوى الحساسية بغية الكشف عن المواد التي تهيج الجهاز المناعي. من جهة أخرى، وارتباطا بعلاقة حلول فصل الربيع بالحالات النفسية، يرى المعالج النفسي فيصل الطهاري أن لهذا الفصل دورا مؤثرا على الشق السيكولوجي للإنسان، حيث يساعد في علاج بعض الأمراض.. كالاكتئاب لدى البعض . وأشار الطهاري ضمن تصريح لهسبريس إلى أن "فصل الربيع قد يؤدي إلى تعرض البعض لنوبة الهوس"، أو ما يعرف بالفرنسية بتسمية Episode maniaque، وهي تهم المصابين بمرض اضطراب ثنائي القطب، La bipolarité، كما يمكن أن تسجل خلال ذات الفصل اضطرابات أخرى.. كالهستيريا. * صحافية متدرّبة