كشف عبد القادر لشهب، سفير المغرب في روسيا، أن زيارة الملك محمد السادس للعاصمة موسكو هي في طور التحضير لها، مبرزا في تصريح لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" أن الزيارة الملكية لروسيا ستساهم في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين على أكثر من صعيد. وأفاد سفير الرباط في موسكو بأن زيارة الملك محمد السادس لروسيا الاتحادية، واللقاء المرتقب بالرئيس، فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، من شأنها أن تزيد في تطوير الروابط القائمة بين المغرب وروسيا في المجال السياسي والاقتصادي والأمني والتجاري والثقافي. وتأتي الزيارة المرتقبة للجالس على العرش إلى موسكو بعد تأجيل لأكثر من مرة، حيث سبق أن كانت زيارة الملك لروسيا مقررة في 11 يونيو الماضي، في خضم زيارته التي قام بها إلى تونس، ثم تأجلت بعد أن كانت مقررة أيضا شهر أكتوبر الفائت، بحسب تصريحات منسوبة لوزير الخارجية المغربي. وتعتبر روسيا البلد الوحيد من بلدان الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي سبق أن هدد باستعمال حق "الفيتو" ضد أي قرار قد يغير من مهام بعثة المينورسو، ويوسع صلاحياتها لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، ما يعتبره مراقبون عاملا يقرب سياسيا أكثر بين قيادتي البلدين. ويبدو أن الزيارة الملكية المرتقبة إلى بلاد الكرملين ترتهن إلى مدى التحضير القبلي لها، من خلال المشاورات الثنائية بين الطرفين، وإعداد الاتفاقيات التي من المزمع أن يتم التوقيع عليها أمام زعيمي البلدين، في مجالات الزراعة والصيد البحري والتجارة والصناعة والصحة والطاقات المتجددة. واتسمت العلاقات الثنائية بين الرباطوموسكو، في الفترة الأخيرة، بكثير من التحسن المضطرد، والذي تجسد في انعقاد أعمال الدورة الخامسة للجنة المشتركة العليا المغربية-الروسية، في العاصمة الرباط، خلال شتنبر الماضي، حيث اتفق الجانبان على ترسيخ روح إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقع في أكتوبر 2002 في موسكو. وكان السفير الروسي بالرباط، فاليري فوربييف، قد صرح سابقا أن "القمة المغربية الروسية ستكون تاريخية بالنسبة للبلدين، كما ستكون مهمة لروسيا، بالنظر إلى الدور البارز والحيوي الذي يقوم به المغرب في القارة الإفريقية. وسبق أيضا لوزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، أن أجرى مباحثات خلال شهر فبراير الماضي، مع نائب وزير الفلاحة الروسي ورئيس الوكالة الفدرالية للصيد البحري، بهدف تعزيز التعاون بين المغرب وروسيا في مجال الصيد البحري وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع".