في وقفة رفعت فيها الأعلام الفلسطينيّة دُونَ المغربية، ومعها لافتات ضد ما وصف ب"الهجمة المخزنية"، خرج العشرات من النشطاء الحقوقيين والوجوه البارزة في المجال المدني والحقوقي، للاحتجاج أمام مقر ولاية الرباطسلا زمّور زعير بالعاصمة، ضد ما أسموه "الهجمة الشرسة والعدوانية المُمَنهجة" التي تعرضت لها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. الوقفة التي نظمت مساء اليوم الجمعة، بالموازاة مع وقفات أخرى نظمتها فروع الجمعية في 84 منطقة، وفقاً لبلاغ لها قال إن تلك الفروع استجابت لنداء وطني للتنديد ب"التراجعات الخطيرة" في مجال الحقوق والحريات بالبلاد، وهو الموعد الذي رفع له شعار "من أجل الحقوق والحريات مناضلون/ات، في وجه الهجمة المخزنية صامدون/ات". وصدحت حناجر المحتجين بشعارات قوية ضد الحكومة والسلطات المغربية، من قبيل "باراكا من العدوان الحكومي.. باراكا من الطغيان المخزني"، و"الميثاق الوطني لحقوق الإنسان.. لا ثقة فالمخزن والحكومة والبرلمان"، إلى جانب "الحريات حق مشروع.. والمخزن مالو مخلوع"، وأيضا "الكرامة والحرية.. لا مخزن لا رعية". أحمد الهايج، رئيس ال"AMDH"، أشار إلى أن شرارة هذا الغضب الحقوقي بدأ منذ تصريحات وزير الداخلية في منتصف يوليوز الماضي داخل البرلمان، والتي وصفها ب"العدوانية وغير المسؤولة"، مضيفا أن الحركة الحقوقية عامة ومنها جمعيته باتت تتعرض "لهجمة شرسة وعدوانية ضدها وضد حقوق الإنسان والحريات.. آخرها الاعتداء الشنيع على المقر المركزي للجمعية والرفيقة ربيعة البوزيدي". وهدد الهايج، في تصريحه لهسبريس، باللجوء إلى خطوات ومبادرات في القادم من الأيام ل"مواجهة الهجوم التعسفي على الحقوق والحريات، منها الحق في التنظيم والتجمع وحرية التعبير"، مشددا على أن ذلك الهجوم يأتي "ضدّا على أحكام القانون وفي تعارض تام مع التشريعات المغربية"، فيما أورد أن الوضع الحالي "لم يعد مستساغاً ويقتضي مبادرات أكثر جرأة وضغطا لرد الأمور إلى نصابها". هدف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومعها الائتلافات والشبكات الحقوقية الأخرى، يبقى، وفق الناشط الحقوقي، العمل على وقف التردي الحقوقي"، على أن مستقبل البلاد "لا يمكن إلا أن يكون ضمن احترام الحريات ورعاية الحقوق"، على حد تعبيره، فيما أكد أن هذا الوضع يبقى "متعارضاً مع كل الخطابات الرسمية التي تصرح بها الدولة، لكنها في الواقع تخلف الوعد بها". أما عن قضية حمل الأعلام الفلسطينية وغياب المغربية في وقفة اليوم، فعلق الهايج قائلا "نحن نوجد في مكان (أمام مقر ولاية الرباط) ترفع فيه الأعلام المغربية.. ونحن داخل المغرب ولسنا في حاجة لإثبات هويتنا"، مشيرا إلى أن التضامن مع فلسطين بات تقليداً "إن كنا نتعرض للتضييق فلا يمكن أن ننسى من يتعرضون لأسوء من ذلك من القتل والتجويع والتنكيل والترويع". هذا، وحملت الكلمة الختامية للوقفة لهجة قوية ضد السلطات المغربية، حيث وصفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الممارسات ضدها ب"المنحرفة" و"المفتقدة للشرعية"، مشيرة إلى أن السلطات "تتنكر (بذلك) لالتزامات المغرب الدولية وتشجع على الإفلات من العقاب.. تسيء إلى سمعة المغرب وتبوؤه مراتب متأخرة في حقوق الإنسان والتنمية البشرية".