تعتبر المرأة الأمازيغية من قوى النضال الأساسية في الحركة الأمازيغية منذ البدايات الأولى لهذه الحركة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وإذا كانت ظروف عمل المرأة داخل الإطارات الجمعوية أمرا صعبا خلال سنوات الستينات والتسعينات، فإن المرأة بدأت بالتدريج تحتل مكاناتها داخل التنظيمات الأمازيغية، سواء كمرأة في التعليم، أو مبدعة، أو .فاعلة جمعوية غير أنه من بين الأمور التي لوحظت عدم قدرتها على الإحتفاظ على النفس الطويل في النضال، حيت ما أن تتغير ظروفها حتى تعزف عن النضال وتختفي عن الأنظار، إما بسبب الزواج، أو بسبب الوظيفة أو الإنتقال من مكان إلى مكان، مما يجعل الحركة الأمازيغية تفقد العديد .من وجوهها النسائية التي تظهر وتختفي بسرعة ويمكن القول أن من أسباب هذا الإختفاء السريع للعديد من الوجوه، هو ضعف الفرص التي تعطى لهؤلاء النساء لكي يأخذن مكانتهن في مقدمة النضال، وذلك بسبب تهافت الذكور على الواجهة وصراعهم من أجل المواقع، مما يؤدي إلى تهميش المرأة داخل العمل الأمازيغي، فمن بين ما يمكن قوله بوضوح وصراحة، هو أنه رغم حديت الكثير من المناضلين عن موقع المرأة في الثقافة الأمازيغية ودورها في المجتمع الأمازيغي القديم، الذي كان مجتمعا إفريقيا أنثويا، إلى أنهم على مستوى الممارسة والفعل لا يعطون للمرأة الأمازيغية الإهتمام الذي .تستحق، حيت لا يربطون الأقوال بالأفعال، ولا الشعارات بالممارسة فالمطلوب اليوم هو إفساح المجال أمام المرأة في النضال الأمازيغي، لكي تستطيع أن تجد لها موقعا يجعلها تستمر في النضال لمدة طويلة، .ولا تصاب بالعزوف عنه وهذا يتم بتغيير عقليتنا وقبول تواجد المرأة في مراكز القرار داخل التنظيمات الأمازيغية، ويمكن أن نفهم هذه الرسالة بأن نلقي نظرة عابرة على تشكيلة مكاتب الجمعيات الأمازيغية من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، لنجد أنها بنسبة 99.99 بالمائة مكونة من الذكور، في الوقت الذي على الأمازيغ أن يقدموا النمودج والمثال .في تقدير المرأة وإتاحة الفرصة أمامها للتعبير عن كفاءتها