الشرق والغرب يحتفيان في مراكش بالنبوغ السينمائي المغربي ممثلا في الراحل العربي الدغمي والمخرج عبد الرحمان التازي توج الشرق والغرب مساء أمس الثلاثاء بمراكش النبوغ السينمائي المغربي ممثلا في علمين، الأول غاب عنا جسديا، وهو الحاج العربي الدغمي، والثاني في أوج عطاءاته، وهو المخرج محمد عبد الرحمان التازي. وكان مكان التألق قصر المؤتمرات حيث تسلم ابنا الدغمي التوأم، ومحمد عبد الحمان التازي النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس ، من يدي المخرج الأمريكي باري ليفينسون والممثلة العربية يسرا. وفي كلمة مؤثرة تمنى باري ليفينسون، لو لم تغيب المنية الحاج العربي الدغمي، ليراه في أعمال أخرى ، فالراحل كان يتمتع بموهبة وحس فكاهة عاليين. أما الفنانة يسرا، رمز الشرق بكل عبقه وتاريخه، فقالت في كلمة في حق عبد الرحمان التازي إنه الفنان القادم إلى السينما من مدينة فاس بذاكرتها وحكاياتها الشعبية ل`"ينتج عبر صور الذكريات حلما جديدا يجمعنا في إسقاطات هذا الحنين وهذا الخيال"، فسينما التازي تحمل أسئلة كما تحمل آفاقا رحبة. وسينما عبد الرحمان التازي، تضيف يسرا، "وليدة هذا الارتباط بالمكان (المغرب ..فاس .. والبحر) وبالزمان أيضا، زمن الذاكرة والتاريخ. وقالت الفنانة العربية إن التازي ، هذا الصرح السينمائي الشامخ ، وضع بعد عودته من رحلة دراسة بعاصمة الفن السابع باريس، الكاميرا رهن إشارة بلده المغرب ف`"جاءت أفلامه الأولى قصيرة في مدتها عميقة في معانقتها لهموم المغرب الأصيل، مغرب البسطاء". وتابعت الفنانة المصرية أن التازي بدأ مشواره بإنجاز شريط "إبن السبيل"، وهو التحفة الفنية التي أهداها لعشاق السينما، ثم جاء "البحث عن زوج امرأتي" الذي يجسد طموح سينما ذات أبعاد جمالية وفنية، وعبره أيضا أعلن التازي انحيازه للمرأة وهمومها في بعدها الواقعي. وأملت يسرا أن تلتقي مستقبلا بهذا الصرح الشامخ في عطاءات سينمائية أخرى. وفي كلمة له بهذه المناسبة أعرب المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي عن شكره للملك محمد السادس، الذي لولا إرادته لما كان لهذا المهرجان الرائع أن يكون. كما أعرب عن شكره للأمير مولاي رشيد الذي "يدير ببراعة" المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وارتباط سموه ودعمه لهذه التظاهرة ، وهو ما يؤكد الأهمية التي بات يكتسيها هذا الحدث في تطور السينما المغربية وإشعاعها العالمي. ولم يفت التازي أن يوجه شكرا خاصا للجمهور على الاهتمام الذي يوليه "لسينما بلده" ، مضيفا أن هذا التكريم يعني ميلاد إبداعه من جديد رغم مساره السينمائي الذي يزيد عمره عن أكثر من أربعة عقود حرص فيه على احترام بلده وموروثه الثقافي والحضاري الذي يعتبر نفسه جزء منه. "قد تكون أفلامي قليلة العدد لكنها أنجزت بحب وشغف كبيرين" يقول التازي بتأثر بالغ ، مضيفا وهو يغالب دموعا تأبى إلا أن تنهمر، "هذا التكريم اعتراف بمسار سينمائي عمره أزيد من 45 سنة حاولت فيه احترام الحاجة إلى التعبير بالصوت والصورة لوصف بلدي ومجتمعي ومحيطي الذي أنا جزء لا يتجزأ منه.. وهو حافز أيضا لمضاعفة الجهود لأستحق هذا الشرف". وحرص محمد عبد الرحمان التازي على الإشارة إلى أن السينما المغربية وبعد أن كانت في سبعينيات القرن الماضي تفتقر للتمويلات والتجهيزات الكافية الضرورية، تعرف اليوم تطورا كبيرا بفضل دعم الدولة ومجهودات وكفاءات المخرجين وحيوية وقدرات الممثلين ومواكبة المركز السينمائي المغربي.