اتهمت السلطات الكندية مهاجرا مغربيا يدعى، عادل الشرقاوي، يعمل أستاذا لمعالم الدين الإسلامي لفائدة شباب الجالية المسلمة بكندا، بكونه يعمل على "نشر الفكر الظلامي في صفوف تلامذته"، وذلك بعدما التحق أحدهم بصفوف تنظيم "الدولة الإسلاميَّة في العراق وسوريا" في يناير المنصرم. ولم تكن هذه المرة الأولى التي اتهم فيها الأستاذ عادل "بالترويج للفكر الراديكالي"، حيث إنه في 2003 صدر في حقه قرار بالطرد من قبل العدالة الكندية لأسباب مماثلة، كما بدأت الانتقادات تلف بشخصه، نتيجة مغادرة التلميذ بلال الزويدة، 19 عاما، إلى تركيا ليلتحق فيما بصفوف "داعش". ووفق ما نقلته وسائل إعلام كندية، فإن "الشرقاوي يسهر على تدريس قواعد اللغة العربية ومعالم الدين الإسلام ومبادئه الأساسية خلال نهاية كل أسبوع بقاعات اكتريت لهذا الغرض"، وكان زويدة من بين تلامذته رغم أنه لم يكن مثابرا على الحضور لجميع الحصص. ونفى الأستاذ المغربي بالديار الكندية أن يكون سببا وراء مغادرة زويدة للقتال بسوريا، في حين صرح والد التلميذ أن ابنه "كان يتبنى فعلا الفكر المتطرف، الشيء الذي أجبره على مصادرته لجواز السفر لتجنب مغادرته إلى الأراضي السورية، لكن فيما بعد تقدم الابن بطلب الحصول على جواز سفر جديد". المدافعون عن الشرقاوي يقُولون إنَّ مما يجعلُ اتهامه بالوقوف وراء إرسالهم مجرد تجنٍّ، كون زويدة لمْ يتتلمذْ عند الأستاذ المغربي سوى حصتين، الأمر الذي يستبعدْ معه أنْ يكون قدْ انجرف إلى الأفكار الجهادية في تلك الفترة الوجيزة. وبعدما علمتْ مدارس كنديَّة بأمر ذهاب أحد تلامذة الأستاذ المغربي إلى "داعش"، جرى وقف عقد كراء المقر الذِي دأب على تقديم دروس العربية والقرآن فيه، علمًا أنَّ تهم الإرهاب سبق أن لاحقت الأستاذ، حيث كانت متهمًا آنذاك بكونه عنصرًا سريًّا ل"القاعدة"، زيادة على اتهامه بتلقِي تدريب في معسكرا للتنظيم بأفغانستان. وخلال التحقيق معه استغرب الأستاذ المغربي كيف أن المخابرات الكندية لمْ تدر بأمر كلِّ الشباب الذين مضوا إلى "داعش"، قائلا إنه لمْ يكن يقفُ وراء نشر فكر متطرف، وإنما كان يهدئُ طلبته بالأحرى، ويحثهم على ضبط النفس إزاء ما قال إنَّها إسلاموفوبيا متنامية. ودافع الأستاذ المغربي عن نفسه في برنامج بثته أخيرا قناة كندية، حيث قال إنه ليس شرطيا حتى يتبع التلميذ الذي يُطلب منه إنجاز بحث مدرسي ما حول أحد المواضيع التي يدرسها ضمن مادته إلى بيته أو خلوته، ويعلم نقرات التلميذ أين تقوده في الشبكة العنكبوتية. وهاجم الشرقاوي عددا من وسائل الإعلام الكندية بكونها تسير وفق أجندة سياسية محكمة، تثير العداء ضد الإسلام، منتقد طريقة حديث المذيعة معه، ومحاولتها حشره ضمن زاوية ضيقة بإلقاء التهم في وجهه حتى يضطر هو للدفاع عن نفسه، وهو ما فطن له الأستاذ المغربي. ولما طلبت المذيعة منه تحديد موقفه بشكل واضح من ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش"، أجاب الشرقاوي بأنها ما كانت لتطلب نفس السؤال لشخص كاثوليكي، رغم أن الإرهاب لا دين له، قبل أن يؤكد أن "داعش" في نظره صناعة أمريكية محضة".