فرضت وزارتا الداخلية والدفاع في الجزائر بالتنسيق مع شركة سوناطراك النفطية، يوم السبت، إجراءات أمنية مشددة في محيط حقول النفط والغاز في 6 محافظات بالجنوب الجزائري، بعد محاولة محتجين ضد مشروع الغاز الصخري اقتحام مقر شركة نفطية أمريكية، بحسب مصدر أمني. وقال المصدر الأمني الجزائري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "وزارتي الداخلية والدفاع فرضتا إجراءات أمن مشددة في محيط العشرات من حقول النفط والغاز، والمرافق التابعة لشركة سوناطراك النفطية الجزائرية وعدد من شركات النفط الأجنبية العاملة في الجزائر في 6 محافظات بالجنوب". وجاءت اجراءات الأمن المشددة الجديدة التي شملت، حسب المصدر ذاته، "نشر قوات عسكرية قرب حقول النفط وقوات من الدرك الجزائري"، في ظل موجة احتجاجات في محافظات الجنوب الجزائري للمطالبة بوقف مشاريع استغلال الغاز الصخري. وشهدت منطقة "بين السهلتين" (10 كلم غرب مدينة عين صالح جنوبي الجزائر)، منتصف نهار السبت، مواجهات بين محتجين رافضين لقرار الحكومة استغلال الغاز الصخري وقوات الدرك (تابعة للجيش) حيث تدخلت الأخيرة لمنع وصول محتجين إلى محيط موقع عمل شركة "هاليبرتون" الأمريكية التي تدير أحد حقول النفط بالمنطقة. وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء الماضي، في رسالة للجزائريين بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات "إنه يجب الاستفادة من الطاقات التقليدية وغير التقليدية، والطاقات المتجددة المتوفرة في البلاد مع الحرص على حماية صحة المواطنين والبيئة". وتابع: "النفط والغاز التقليدي والغاز الصخري والطاقات المتجددة كلها هبة من الله، ونحن مناط بنا حسن تثميرها والاستفادة منها"، في إشارة منه إلى رفض التراجع عن المشروع. وبوتيرة يومية، تشهد محافظات الجنوب الجزائري مند نهاية ديسمبر الماضي مسيرات تطالب بوقف استكشاف واستغلال الغاز الصخري، ونظمت الثلاثاء الماضي أحزاب معارضة احتجاجات في ذكرى تأميم الصناعة النفطية بالجزائر، والذي يصادف 24 فبراير/شباط 1971.