كان باعثاً للشكّ والخوف وهو يظهر لأول مرّة في غشت الماضي وسَط منطقة صحراوية ما، مُلثّماً بلباسه الأسود متأبطاً سلاحاً ناريّاً ويحمل في يده اليسرى سكيناً ليشرع بعد ذلك في ذبح الصحافي الأمريكي "جيمس فولي" الذي خُطف في سوريا؛ حيث ظلت هوية "زعيم الذبح" في تنظيم "داعش" مجهولة، ما عدا لكنته الإنجليزية التي كشفت أصوله البريطانية، قبل أن تتوالى خرجاته في فيديوهات لاحقة توثق عمليات إعدام مباشرة للرهائن. يوم الخميس، وبعد محاولات للتعرف على "مندوب الموت"، وفق ما تطلق عليه بعد الجهات الإعلامية والذي عرف باسم "الجهادي جون"، كشفت مصادر إعلامية بريطانية، وهي تستند على معلومات مسربة من الاستخبارات البريطانية " إم أي 5"، عن هوية المقاتل الداعشي، على أنه يدعى "محمد إموازي"، ويعتقد أنه بريطاني ينحدر من غرب لندن، ومعتقل سابق وميسور الحال، كما أنه درس برمجة كمبيوتر في الجامعة. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نقلا عن أحد محلليها الأمنيين، إن محمد إموازي، "شخصية مثيرة" ومعروفة لدى الاستخبارات البريطانية منذ عام 2011 على الأقل، ولم تكشف عنه الجهات الأمنية "لدواعٍ استخباراتية"، حيث سبق له أن مثل في محاكمات شبه سريّة، في قضايا تتعلق بالإرهاب داخل وخارج الأراضي البريطانية. ويعتقد أن إموازي، وفق المعلومات التي ظلت حبيسة التحقيقات السرية،عضوٌ سابق ضمن شبكة تضم 13 شخصا على الأقل من المتشددين ينحدرون من لندن، كما سبق له السفر إلى الصومال عام 2006 منضما لجماعة "الشباب" الجهادية الصومالية ومساهما في تمويلها، فيما أشارت المصادر ذاتها إلى الاعتقاد في توجه "ملثم داعش" إلى سوريا عام 2012، إذ التحق بتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراقوسوريا. ووثق أول ظهور لإموازي في غشت الماضي، حين ظهر على شريط ل"داعش" مُرتديّاً لباساً أسود وملثما لا تظهر منه سوى العينين وجزءً من أنفه، حيث حمل سكيناً صغيرة لحزّ الرقاب بيده اليسرى التي كان يلوح بها وهو يوجه خطابات الوعيد لعدد من الدول الغربية في مقدمتها أمريكا قائدة التحالف الدولي؛ فيما ظلت يده اليمنى ماسكة بالصحافي الأمريكي جيمس فولي، الذي تعرض لعملية الذبح في نهاية الشريط. وظل "ذباح داعش" حاضرا في معظم عمليات الإعدام التي بثها التنظيم في أشرطة فيديو متفرقة، ويطالب فيها بتراجع قوات التحالف الدولية عن استهداف "داعش"، ويعتقد أنها تصور في أراضي سورية أو عراقية تحت سيطرة "تنظيم البغدادي"، وهي اللقطات التي وثقت لعمليات ذبح طالت الصحافي الأمريكي الآخر "ستيفين سوتلوف"، وموظف الإغاثة البريطاني "ديفيد هاينس"، وسائق سيارة الأجرة البريطاني "ألن هينينغ"، وموظف الإغاثة الأمريكي "عبد الرحمن كاسيغ". وكان آخر ظهور ل"محمد إموازي"، مع الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكينجي غوتو مطلع شهر فبراير الجاري، حيث بثّ "داعش" تسجيلا صوتيا مرفقا بصورة فوتوغرافية تظهر الرهينة الأول مقطوع الرأس، فيما أظهر تسجيل ثانٍ ذبح الرهينة الياباني الثاني.. قبل أن يظهر شبيه ثانٍ ل"محمد إموازي" في ليبيا وهو ملثم ويرتدي زيا عسكريا ويستعمل يسراه، وهو يتزعم عملية لذبح 21 رهينة من مسيحيين مصريين جرى اختطافهم في لبيبا، في مكان ساحلي.