قال عبد السلام المصباحي كاتب الدولة لدى وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية المكلف بالتنمية الترابية إن ما يجعل الجزائر واسبانيا تتحركان ب"حقد" ضد المغرب وتتحرشان بوحدته الترابية هو عقدة التاريخ، فالجزائر حسب المصباحي لن تنسَ أن المغرب دولة ضاربة في عمق التاريخ، وأنه ظل دولة مستقلة عن الشرق وهو ما لم تفلح فيه الجزائر الحديثة العهد بالاستقلال بالمقارنة مع المغرب، أما الاسبان فإنهم حسب كاتب الدولة لن ينسوا أن المغاربة هم من أوصلوا الاسلام إلى بلادهم وأن المغاربة هم من كانوا وراء استمرار الوجود الاسلامي بالأندلس لأزيد من ثمانية قرون. تحليل عبد السلام المصباحي جاء في كلمة ألقاها بعد إشرافه على تنصيب عبد الكبير طاحون عاملا على إقليم طاطا الجمعة الماضية بمقر عمالة طاطا، كما أكد كاتب الدولة في الكلمة نفسها على أن قضية الصحراء كانت دائما قضية داخلية باسبانيا تستغلها الأحزاب في استمالة الناخبين، وأن الهدف من إثارة القضية في كل مرة هو إلهاء المغرب عن المطالبة بتحرير سبتة ومليلية، معتبرا أن الجزائر واسبانيا لا يروقهما رؤية المغرب يمشي في اتجاه تحقيق الديموقراطية والتنمية وترسيخ حقوق الانسان، مما يجعلهما تحاولان عرقلة جهوده من خلال قضية الصحراء. وأشار المصباحي إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة أطماع الطامعين في الصحراء هو توحيد ورص الجبهة الداخلية للمغرب أكثر من أي وقت مضى، والسير بخطى حثيثة نحو مزيد من الديموقراطية وحقوق الانسان والدفع بالمسار التنموي من خلال الأوراش الكبرى التي أعطى ويعطي انطلاقتها الملك محمد السادس. كما تحدث كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية في كلمته المشار إليها أن المفهوم الجديد للسلطة واصفا إياه بالفلسفة الجديدة في الحكم، المنبني على سياسة القرب والذي يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والوحدة والتنمية، وأنه من الإصلاحات الجوهرية التي قام بها الملك في إطار مشروع مجتمعي منبني على توابث حددها المصباحي في الاسلام والعرش ووحدة الوطن والمواطنين. وأشاد المسؤول الحكومي في نهاية كلمته بمواطني إقليم طاطا الذي وصفه بالمجاهد والوفي، معتبرا أن استغلال مؤهلاته الثقافية والسياحية من شأنه المساهمة في الرقي الاقتصادي والاجتماعي بتراب الإقليم. وتمنى عدد كبير من الفاعلين بإقليم طاطا أن يكون تغيير العامل السابق المعطي أودادس تغييرا في منهج تسيير وليس مجرد تغيير أشخاص، بعد الانتقادات التي وُجهت لطريقة تدبير العامل السابق لشؤون الإقليم وتركيزه على العمل بمدينة طاطا بشكل لافت على حساب باقي تراب الإقليم، في حين اعتبر فاعلون آخرون أن إقليم طاطا لم يعرف قط ومنذ تأسيسه سنة 1977 عاملا بحركية وفاعلية المعطي أودادس الذي تم تنصيبه عاملا على إقليم انزكان أيت ملول الخميس الماضي. وارتباطا بالموضوع، انتقد فاعلون سياسيون ومنتخبون غياب القناتين التلفزيتين العموميتين عن تغطية حفل تنصيب العامل الجديد لإقليم طاطا إسوة بباقي الأقاليم، معتبرين غيابهما تعبيرا صريحا على مكانة طاطا وسكان طاطا في سلم أولويات الإعلام العمومي، وغابت كذلك قناة العيون الجهوية عن حفل التنصيب، مما يطرح السؤال حول وضعية إقليم طاطا ضمن خريطة الجنوب المغربي، يعلق أحد المنتخبين.