وجّهت جماعة العدل والإحسان انتقاداتها، مرّة أُخرَى، صوب المسؤولين المغاربة ومواقف الرباط من قضايا دوليّة تهمُّ العلاقات الخارجية مع إسرائيل وفلسطين ومصر، حيثُ اختارَت "جماعة العبادي" مِنَصّة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأُمّة، الموازية لها تنظيميا، لبث مواقفها المستنكرة ل"الصمت الذي يطال ما يجري لشعوب المنطقة العربية والإسلامية". الهيئة أدانت ما أسمته "تشجيع الحاكمين بالمغرب للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي المُحتلّ وتخادلهم عن نصرة القدس وفلسطين"، إلى جانب "الانحياز للانقلابين" في إشارة إلى النظام المصري الحالي.. مشددة على أن "هؤلاء ينتهجون سياسة القمع والتنكيل في حق المعارضين". الهيئة التابعة لجماعة العدل والإحسان، في بلاغ لها توصلت به هسبريس، قالت إن الأمة العربية والاسلامية تمرّ في الوقت الراهن بمرحلة عصيبة في تاريخها الحديث، عنوانها الواضح التقتيل والحصار، ورأت أنها وسط "حرب مصعرة من طرف أعدائها وحلفائهم من بني جلدتنا.. توظف فيها كل النعرات العرقية والطائفية والمذهبية، لمزيد من تشتيت الأمة و تمزيقها". وأضافت الهيئة أن "شعوب المنطقة بدول الربيع العربي يعانون الأمرّيْن جراء التقتيل والاعتقال اليومي، وتكميم الافواه، من طرف الأنظمة المستبدة والثورات المضاضة"، موضحة أن "أقصى تجليات المعاناة تظهر بسوريا التي فاق عدد قتلاها المليوني شهيد.. في حين بلغ عدد لاجئيها أربعة ملايين، جزء كبير منهم من الاطفال والشيوخ والنساء..". وفي علاقة بالأوضاع المصرية أشارت الهيئة إلى أن "النظام الانقلابي يمعن في التقتيل والتشريد لكل مخالفيه ومعارضيه.. ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والاعراف التي تكفل للمواطنين المطالبة بحقوقهم والدفاع عنها".. كما سجلت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة "تكبّر الصهاينة واستباحتهم لبقاعنا الطاهرة، وعلى رأسها المسجد الاقصى، ودماء إخواننا الزكية، إلى جانب تجبّر الحكام الراعين والداعمين للكيان الصهيوني الغاصب ضدا على إرادة شعوبهم"، و"خرص المؤسسات والقوى الدولية الراعية لحقوق الإنسان". واستنكر المصدر ذاته "ما ترتكبه الآلة الصهيونية من قتل وعسف وحصار في حق الشعب الفلسطيني المجاهد"، ول"الحصار الظالم الذي يطال سكان قطاع غزة"، وهو الموقف ذاته الذي طال "القتل الممنهج الذي يتعرض له الشعب السوري الأبي من طرف الطاغية بشار.. و تضامننا المطلق مع الشهداء والمعتقلين واللاجئين".. وفيما دعت الهيئة "كل العقلاء والقوى الحية باليمن وليبيا لتغليب صوت العقل والحكمة في حل النزاعات والخلافات السياسية حتى استكمال البناء"، دعت في مقابل ذلك إلى "بذل مزيد من الجهود لمواجهة كل موجات التطرف والعنصرية والعمل على نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعاون لما فيه خدمة الإنسانية". مواقف الإدانة طالت أيضا "عمليات القتل للأبرياء التي تقع باسم الإسلام"، في إشارة إلى الجرائم التي يرتكبها تنظيم "داعش"، والتي "يتاجر بها للإساءة للاسلام ولخدمت أجندات القوى الظالمة" وفق تعبير الوثيقة التي عبر صائغوها عن موقفها "استنكار المواقف الباهتة، بل المعادية أحيانا، التي تنتهجها المؤسسات والقوى الدولية تجاه القضايا العادلة لأمتنا" وفق "هيئة النصرة".