بثت قناة "Cuatro" الإسبانية شريط فيديو يظهر ثمانية من عناصر الحرس المدني الإسباني بالمعبر الحدودي "ترخال" لمدينة مليلية الرازحة تحت السيادة الإسبانية، وهم يعتدون بالضرب المبرح على مهاجر من جنوب الصحراء إلى أن أغمي عليه قبل أن يعيدوه نحو المغرب عبر بوابة أخرى، ما استلزم تدخل النيابة العامة المختصة لفتح تحقيق في الواقعة. واستدعى قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لمحكمة مليلية المحتلة الأفراد المعنيين للمثول أمام أنظار العدالة على خلفية التهم الموجهة إليهم، بعدما تقدمت المنظمة غير الحكومية "Prodein" الناشطة بمليلية، التي تعنى بمشاكل المهاجرين والدفاع عن حقوقهم ، بشكاية في هذا الخصوص مصحوبة بشريط فيديو يظهر بشكل واضح الاعتداء الذي كان ضحيته المهاجر السري. ووفق التحقيق، الذي فتحه القاضي إميليو لامو دي إسبينوصا، فإن"عناصر الحرس المدني الثمانية متابعين بتهمة المعاملة المهينة والاعتداء غير المبرر على مهاجر ينحدر من جنوب الصحراء، ما تسبب له في جروح في جميع أطراف جسده باستعمال القوة"، فيما نفت وزارة الداخلية الإسبانية أن يكون المهاجر قد أغمي عليه ، معتبرة أنه "يتظاهر". في سياق ذي صلة، قال خوصي لويس رودرغيث محامي المنظمات غير الحكومية الثلاث التي تقدمت بالشكاية أن "العصا التي كان يحملها المهاجر بيده تستعمل لتسلق السياج الحدودي الشائك بهدف التمكن من العبور للضفة الأخرى وليس بنية الاعتداء على عناصر الشرطة الإسبانية المرابطة على الحدود " قبل أن يتساءل "إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم توقيفه ومحاكمته بتهمة محاولة الاعتداء على أفراد الحرس المدني عوض ضربه؟". وتابع القاضي لامو دي اسبينوصا أن المحكمة استدعت "العناصر الثمانية التي ظهرت بشريط الفيديو من بينهم قائد الفرقة الذي أعطى التعليمات لتنفيذ العملية، كما طالب مسؤولي "المعهد العسكري" الإسباني بالتواصل مع نظائرهم بالمستشفى الإقليمي الحسني لمدينة الناظور لمعرفة إذا كان المهاجر يتلقى العلاجات الأولية هناك أم لا". في المقابل، اعتبرت المندوبية الحكومية لمدينة مليلية المحتلة أن "ردة الفعل الصادرة من قبل عناصر الحرس المدني الإسباني تعد أمرا عاديا ومن الطبيعي أن تتعامل بهذا الشكل في هذه الحالات، خاصة وأن المهاجرين يحاولون اقتحام السياح بالعشرات وباستعمال القوة، الشيء الذي يجبر أفراد الأمن على فرض أسلوبا مماثلا". وأضاف المحامي خوصي لويس رودرغيث أن "أسلوب القوة والعنف أضحى يحتل رأس القائمة منذ أن وافقت وزارة الداخلية الإسبانية على إرجاع المهاجرين نحو المغرب الذين يعبرون السياج الشائك رغم أنهم يدخلون الأراضي الإسبانية". في غضون ذلك، أمرت النيابة العامة الإسبانية باستدعاء الكولونيل ورئيس القيادة العليا لمدينة مليلية أمبروسيو مارتين بيا سينيور، والإستماع إليه من أجل تهمة "السماح بإرجاع المهاجرين نحو المغرب بشكل غير قانوني، وفي خرق واضح للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ونصوص القانوني الإسباني في شقها المتعلق بحقوق المهاجرين الأجانب".