أعَادَ شبابُ مركز السياسات للشرق الأوسط وشمال إفريقيا موضوع التربية الجنسيّة إلى الواجهة بقُوّة، صباح اليوم في ندْوةٍ عِلميّة ناقشتْ موضوع التربية الجنسية في المجتمع المغربيّ وعلاقته بالسياسيات العموميّة. واستُهّلّت الندوة بتقديم خُلاصاتِ دراسة كشفتْ عنْ حاجة المجتمع المغربيّ، خاصّة فئة الشباب والمراهقين، إلى الثقافة الجنسيّة، فمِنْ مجموع الشباب الذين شملتهم الدراسة، قال 85% منهم إنّهم لا يعرفون شيئا عن الأمراض المنقولة جنسيّا. وصرّحَ 20% من المستجوبين أنّهم لم يسمعوا قَطّ عن مرض السيدا، بيْنما لا تتجاوز نسبة الذين لديْهم معلومات عن الوسائل الطبيّة للوقاية من هذا المرض، ومن الأمراض المنقولة جنسيّا 61 في المائة. وتظهر حاجةُ الشباب المغربيّ الماسّة إلى الثقافة الجنسية جليّة في رقْمٍ آخرَ من أرقام الدراسة الميْدانيّة، فقدْ أعربتْ 53 في المائة من الفتيات اللواتي شملتْهنّ الدراسة عن "صدْمتهنّ" عنْدَ أوّل عادةٍ شهرية. ويظْهرُ أنّ أثر الحملات التحسيسية المتعلّقة بتنظيم الأسرة محْدود، فعلى الرغم من إرشاد هذه الحملات، التي تبثّ على التلفزيون، إلى استعمال موانع الحمل، إلّا أنّ نسبة كبيرة من الشباب المغربيَّ –بحسب الدراسة- لا يعرفون شيئا عن هذه الوسائل. وتُشير أرقام الدراسة إلى أنّ نسبة 15 في المائة من الشباب المغربي الذكور، لا يملكون أيّ فكرة عن وسائل منْع الحمْل، بيْنما تصل النسبة في صفوف الإناث إلى 19 في المائة. وعلاقةً بذلك، تشيرُ الدراسة إلى أنّ 23 في المائة فقطْ من الشباب المغربيّ الذين لهم علاقاتٌ جنسيّة، استعملوا العازل الطبّي في أوّل علاقةٍ جنسيّة، وهوَ ما يُمثّل شخصا واحدا من بيْن أربعة أشخاص. ولأجْل حمَاية المجتمع المغربيّ من الأمراض المنقولة جنسيّا، دعا مركز السياسات للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال دراسته وزارة الصحّة إلى الاعتراف بالعازل الطبّي كوسيلة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا. كمَا طالبَ المركزُ وزارة الصحّة بتقديم خدماتٍ صحّية في جانبها المتعلق بالأمراض المنقولة جنسيّا للشباب في المراكز الصحية العمومية، وتوفير الخدمات الصحية الوقائية لهم. ورفعَ المركز توصيّات إلى وزارة التربية الوطنية، يحثّها على إدماج دروس التربية الجنسيّة في المقررات التعليمية، "لحدّ الآن ليستْ هناك دروس في هذا المجال، وحتى إنْ وُجدتْ تكون في الغالب سطحيّة"، يقول مقدّم الدراسة. كما دعا المركز وزارة التربية الوطنية إلى خلْق مادّة خاصّة بالتربية الجنسية في مستوى الإعدادي، ومدّ جسور التواصل الجيّد بين مُدرّسي مادّة التربية الجنسية مع التلاميذ، بما يضْمن إيصالَ المعلومات إليهم بشكلٍ كافٍ، وإتاحة الفرصة لهم للتعمّق في الموضوع.