لم يمر موقف الرئيس الأسبق لحركة الإصلاح والتوحيد، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني، بخصوص تحريم قتال الجنود المغاربة لتنظيم "داعش"، دون ردود أفعال، منها اتهام "بيت الحكمة" لعالم المقاصد بأنه يناصر الإرهاب. وكان الريسوني قد دبج مقالا قال فيه إن "الضباط والجنود المغاربة المقاتلين إلى جانب الحلفاء ضد "داعش" إنما يقاتلون لأجل الإمارات العربية المتحدة، والإمارات تقاتل لأجل الولاياتالمتحدة، وهذه تقاتل لأجل إسرائيل، وإسرائيل تقاتل لأجل العدوان والشيطان". هذه التصريحات اعتبرها "بيت الحكمة" تصفية لحسابات سياسية بلبوسات دينية دعوية، موضحا أن هدفها "إقامة استنتاجات تشكك في مواقف المغرب، وفي الإجماع المبدئي بخصوص إدانة الإرهاب الظلامي أيا كان شكله، ونوعه، وخلفياته". ووصف البيان، الذي توصلت به هسبريس، تصريحات الريسوني بأنها "معادية لمصالح بلادنا، ومنافية لقواعد الاجتهاد الفقهي، والتي تبتعد عن مقاصد الفقه لتصفية حسابات سياسية، وتختبئ وراء الخطاب الديني"، وفق تعبيره. وشددت جمعية "بيت الحكمة"، المعروفة بتوجهها الحداثي والعلماني، على "أن الحرب ضد الإرهاب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشكل موضوع مزايدات، أو حسابات سياسوية، كما لا يمكن أن تستغل لتصفية حسابات ضد مصالح بلادنا". وأفاد بيت الحكمة أن التصريحات الجديدة للريسوني تتناقض جملة وتفصيلا مع ما أعلنه نفسه من كون "تنظيم الدولة الإسلامية كله، من ألفه إلى يائه، غير جائز شرعا"، وأن "داعش من لحظة وجوده إلى لحظة فنائه حرام في حرام، وكل ما يصدر عنه حرام". وتساءل الإطار الجمعوي المذكور بالقول "كيف يكون تنظيم داعش محرما شرعا، والحرب عليه حرام أيضا شرعا؟، وكيف يستقيم التحريم في شيئين متناقضين، في نازلتين تلغي الواحدة منهما الأخرى؟. "إن تناقضات الريسوني تعلن تورطه السياسي في مواقف لا علاقة لها بالدين الإسلامي، ولا بمقاصد الفقه، أو بالفقه المقاصدي"، يورد "بيت الحكمة" الذي اتهم الريسوني "بانتصاره للإرهاب، وانحيازه لأطروحات تحاول خلط الأوراق بإقامة ترابطات توهيمية". ودعا البيان الريسوني إلى "تحليل ما يجري في المنطقة، وفق متطلبات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، واستنتاج دروس الحراك الذي شهدته المنطقة، وعدم استغلال الدين لأغراض سياسية، وعقدية، وإيديولوجية، واثنية، أو طائفية". وذهب الريسوني، على حد قول بيت الحكمة إلى "توضيب "اجتهادات" تتماشى وطبيعة الرهانات الجيوستراتيجية التي أضحت ترتسم في المنطقة ما بعد " الربيع العربي" بما يخدم قراءاته، ومصالحه الدعوية".