يحضر نمط التعليم الأولي العتيق بقوة في المغرب، سواء في المدن أو القرى، لكن مع تسجيل غياب المساواة بين الجنسين في هذا الصنف من التعليم؛ هذا ما كشفت عنه آخر الإحصائيات حول نسبة التحاق الأطفال بالتعليم الأولي، والمنجزة من طرف هيئات تربوية. وأفادت هذه الجمعيات التربوية بأنه "خلال الموسم الدراسي 2013/2014 بلغ عدد الأطفال المتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، الملتحقين بمدراس التعليم العتيق بلغ 488 ألف طفل، وهو ضعف عدد الأطفال الملتحقين بمدارس التعليم العصرية البالغ عددهم 183 ألف. ورغم التزايد الملحوظ في عدد المدارس الأولية الخاصة بالأطفال، إلا أن هذا الأمر لم يغير من طبيعة التعليم الذي تلقنه هذه المؤسسات للطفل، حيث أكدت الإحصائيات أن 84 في المائة من مؤسسات التعليم الأولي، سواء العتيقة منها أو العصرية، تعتمد طريقة تقليدية بالتركيز على حفظ بعض الآيات، والتعرف على الحروف باللغة العربية. الحضور القوي لمدارس التعليم العتيق في المغرب كرس ظاهرة انعدام المساواة بين الإناث والذكور، نظرا لكون أغلب الملتحقين بهذه المدارس هم من الذكور على حساب الفتيات، ففي العام الدراسي الماضي بلغ عدد الفتيان المستفيدين من التعليم العتيق ضعف عدد الفتيات البالغ عمرهن أقل من ست سنوات. وفي جهة مراكش تانسيفت الحوز، بلغ عدد الذكور الملتحقين بمدارس التعليم العتيق أكثر من 50 ألف طفل مقابل 25 ألف فتاة، فيما التحق بمدراس التعليم العتيق في جهة دكالة عبدة، خلال السنة الماضية 16 ألف تلميذ و7 آلاف تلميذة. وتبعا لذات الأرقام المسجلة، فإن جهة طنجةتطوان سجلت أكبر فارق بين الذكور والإناث على مستوى الالتحاق بالمدارس التعليم الأولي العتيق، زهاء 45 ألف بالنسبة للذكور، و19 ألف بالنسبة للإناث. هذه الفوارق المسجلة بين الجنسين أصبحت تختفي تدريجيا في مدراس التعليم الأولي العصرية، بل إن عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم الأولي العصري أصبح يفوق عدد الذكور كما هو الحال في جهة الغرب شراردة بني حسن (8980 طفلة مقابل طفلا8900)، وجهة الرباطسلا زمور زعير (1974 طفلة مقابل 1900 طفل).