في مقابل الأصوات السلفية المغربية، من داخل السجون وخارجها، التي خرست عن إدانة الطّريقة البَشعة التي أَعدم بها تنظيم "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة بالحرق علناً، وصف محمد حاجب المعتقل الإسلامي الحامل للجنسية الألمانية، تنظيم "البغدادي" ب"المنحرف المغالي"، منتقداً "المتباكين" على مشاهد الإحراق والذبح، مقابل الصمت عن "جرائم المجرمين الحقيقيين". وأضاف نزيل سجن تيفلت المحلي المُدان بخمس سنوات سجنا نافذا عن تهم تتعلق بالإرهاب، أن من أسماهم "المتاجرين بمآسي المسلمين و الكائلين بعشرات المكاييل"، في إشارة إلى عدد من الدول العربية والغربية التي أدانت حادث إعدام الكساسبة، يوظفون "آهات المظلومين لخدمة نزواتهم"، متابعا بقوله "أيها الساقطون المتساقطون.. أعلنوها صراحة أنكم مرتزقة تؤجرون رجيع تفاهاتكم وأقلامكم..". وأشار حاجب، في بيان "حقيقة وإبراء للذمة" توصلت به هسبريس، وهو يتحدث عن تنظيم "داعش"، إلى أن هذا الأخير "أجمع فضلاء اﻷمة وعلماؤها الصادقون وأهل الخير فيها على إدانته والحكم بجنوحه وانحرافه.."، وأنه يرفع شعارات "يواري خلفها الغلو والشطط وسفك الدم المحرم واللهث خلف التصدر والتسلط واﻹفتئات على اﻷمة". مقابل ذلك، انتقد حاجب من وصفهم ب"المتباكين" على مشاهد الإحراق والذبح، والصامتين عن "جرائم المجرمين الحقيقيين"، متسائلا "أين تباكيكم لماذا لا نراه عندما أحرق السيسي متظاهري رابعة.."، فيما استحضر بتساؤله "جرائم وثنيي بورما الذين يحرقون المسلمين أحياء" و"جرائم زنوج إفريقيا الوسطى"، مردفا "لماذا رأينا ألسنتكم طويت وأقلامكم تكسرت عندما أحرقت غزة وأبيد الشعب السوري وطهر عرقيا مستضعفو العراق" . المعتقل الذي سجن عام 2010، قبل أن يصدر الفريق الأممي المعني بالاعتقال التعسفي قرارا يطالب بالإفراج عنه، وتعلن الخارجية الألمانية عدم علمها بتورطه في أعمال إرهابية بدولة باكستان، أعلن براءته من تنظيم "داعش"، ناعتاً مقاتليه ب"شراذم من الغلاة" الذين أرادوا "تشويهه (الإسلام) وسرقته من رواده"، معتبرا أن "تنظيما بهذه الوحشية والدموية والغرور والغطرسة مصيره إلى زوال". ويأتي بلاغ محمد حاجب، الذي يعد من أبرز معتقلي ما يعرف "السلفية الجهادية"، بعد أن خرج عدد من معتقلي هذا التيار ببلاغات تدين الطريقة البشعة التي أعدم بها تنظيم "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة، من داخل السجون المغربيّة، مقابل صمت عدد من الرموز المعروفين، ممن يطالبون بضمانات "واضحة" مقابل تصدير مواقف مماثلة، أبرزها الإفراج الفوري من السجن.