لم يكد يستفيق العالم من هول الصدمة التي خلفتها طريقة إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة ، بإحراقه حيّا من طرف تنظيم "الدولة الإسلامية"، حتى توالت أخبار تشير إلى توقيف دول عربية مشاركة في التحالف الدولي لضرباتها الجوية ضد "داعش". أولى هذه الدول كانت الإمارات التي علقت كل طلعاتها الجوية التي تستهدف مقاتلي "داعش"، ليطرح السؤال حول إمكانية أن يحذو المغرب حذو الإمارات، ويوقف ضرباته الجوية ضد ذات الجماعة. ويرى مراقبون أنه من الأسباب التي تعزز إمكانية تعليق المغرب لمشاركته في القصف الجوي لأهداف تابعة لتنظيم داعش، هو أن الطائرات المغربية كانت تنطلق من قواعد عسكرية إماراتية، لتنفيذ طلعاتها الجوية، حسب ما أوردته مجلة "إير فورسيز" البريطانية. السبب الثاني يتمثل في أن التعاون العسكري بين المغرب والإمارات يتم على أعلى مستوى، خصوصا بعد إرسال المغرب لعدد من جنوده إلى الإمارات لمواجهة التهديدات الإرهابية، وهو ما يقوي احتمال أن ينسحب القرار الإماراتي على المغرب أيضا. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الطريقة التي تعاملت بها الولاياتالمتحدة مع أسر الطيار الأردني أغضبت العديد من الدول العربية، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة التي أخبرت واشنطن بتوقيف مشاركتها في القصف الجوي ضد "داعش". وأفادت نفس الجريدة بأن الإمارات احتجت على الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأنها لم تسارع لإنقاذ الطيار الأردني بعد سقوط طائرته، بل إن الطائرات العسكرية الأمريكية المخصصة لإنقاذ الطيارين في حال سقوط طائراتهم لم تقلع من قواعدها في الكويت. ولفتت صحيفة "نيويروك تايمز" إلى بعد المسافة الفاصلة بين الكويت ومدينة الرقة السورية، مكان سقوط طائرة معاذ لكساسبة، والتي تقدر ب 1300 كيلومتر. وتابعت أن الإمارات طلبت من الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تضع طائرات التدخل السريع في قواعد عسكرية عراقية حتى تكون قريبة من ساحة القتال، وهو المقترح الذي لم يستجب له الجيش الأمريكي، ما دفع الإمارات إلى إعلان قرار تعليق الضربات الجوية ضد داعش.