لم تجد الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، حرجا وهي تتحدث بنوع من "الأنا" عن المهندس المغربي بقولها "حنا المهندسين عاجبنا راسنا..وبزاف"، مشيرة بأنها لا ترفض ما سمته "الانخراط في القبلية العشائرية" لتلك الفئة من ضمن شرائح أخرى في المجتمع. إطراء الوزيرة الشديد لشريحة المهندسين، جاء عقب دعوة وزير النقل والتجهيز واللوجيستيك، عزيز الرباح، في ندوة نظمتها جمعية "مهندسي العدالة والتنمية" اليوم بالرباط، إلى عدم المبالغة في تضخيم قيمة المهندسين أمام باقي الأطر؛ كالمحامين والأطباء والأستاذة. واستدركت أفيلال، وهي خريجة المدرسة المحمدية للمهندسين، بالقول إن هؤلاء "ليسوا أنبياء بل بشرا"، مضيفة "كم من مهندس سمسار وفاشل سير مؤسسة كان مآلها الفشل.."، مشيرة إلى أن المغاربة "شعب متكامل، فينا الصالح والطالح". وكشفت الوزيرة أن مهندسين يعمدون إلى تغيير جلدهم السياسي، "هناك مهندسون يضطرون لتغيير معطفهم وولائهم السياسي كل 5 سنوات كلما جاء مستشار جماعي جديد"، وهو ما وصفته بالخضوع للقرار السياسي، "أصبح الجسد الهندسي هشا أمام الناخب السياسي". وفيما دعت عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، خلال الندوة ذاتها، إلى التكامل بين النخب السياسية وفئات المهندسين، وغيرهم من النخب الإدارية، شددت على ضرورة أن تفتح الأحزاب السياسية أبوابها للجميع "حتى لا يكون السياسي رهينة للمهندس، والأخير خانعا للأول". وانتقدت أفيلال الانتقائية التي تحصل داخل الأحزاب بقولها "يجب أن نقطع مع منطق الولاءات للتدرج في هياكل الأحزاب"، مضيفة "لا يعقل أنك جيتي اليوم جديد خاصك دير الصف"، داعية إلى التمكين للمواطنين للانخراط السياسي، وضمان ترقيتهم داخل الهيئات الحزبية. ولم تفوت الوزيرة "التقدمية" فرصة لقائها بأعضاء من حزب العدالة والتنمية، دون الحديث عن الخطاب السياسي السائد، واصفة واقعه بالانحطاط الذي يؤدي "لنفور نفسي رهيب لدى المواطن من السياسة والسياسيين"، فيما اتهمت الإعلام "بالتأجيج لخطاب عبثي يساهم في تنفير الناس من السياسة". وتابعت المتحدثة أن النخب ابتعدت عن العمل السياسي ووضعت مسافة تحد من انخراطها"، مشيرة إلى أن "سيادة الجاه والنفوذ، وانعدام المساءلة السياسية مع التكنوقراط، والاعتماد على كفاءات ضعيفة، كلها عوامل وسعت الهوة بين النخب السياسية والأحزاب التي بات يسيرها منطق الأعيان". وفي سياق آخر، تساءلت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، عن غياب النخب داخل الأحزاب ممن لها القدرة على ممارسة اختصاصات متقدمة داخل مشروع الجهوية، "نحتاج لنخب هندسية قادرة على خوض تلك الاستحقاقات، وانتزاع تمثيلية داخل المؤسسات الجهوية والمحلية". وعمدت أفيلال إلى تنقيط الأحزاب السياسية من حيث قوة نخبها، مشيرة وهي تغازل حزب الإسلاميين، "ما عدا حزب العدالة والتنمية، فحضور النخب في باقي الأحزاب ضعيف إن لم نقل منعدمة في الترشح والتمثيل داخل المؤسسات المنتخبة"، داعية إلى التخلص من "النظرة الدونية" تجاه المهندس.