رقد جثمان المهاجر المغربي بفرنسا، محمد المعقولي بالمقبرة الواقعة قرب مقر قيادة وجماعة مجاط، التابعة لإقليم مكناس، حيث لم يتجاوز الموكب الجنائزي 50 شخصا، أغلبهم من أفراد عائلته وأصدقائه وجيرانه في فرنسا. ولوحظ في تشييع جنازة المهاجر، الذي قتله متطرف فرنسي وهو يصيح "أنا ربك، أنا إسلامك"، غياب السلطات المحلية والمنتخبين في جماعة مجاط مسقط رأس الضحية، كما لم يحضر أي ممثل عن الحكومة أو وزارة الجالية، ما أثار استياء عميقا لدى أهل الضحية. وفيما غاب أي دعم معنوي لأسرة الضحية المغربي من طرف بلده، توصلت عائلة المعقولي بتعازي ثلاث عمداء مدن فرنسية، هي "بوست Beaucet " و"كاربنتراس Carpentras " و "فييغن Villeront " عند وقوع الحادث الأليم قبل عشرة أيام. أرملة الضحية، نادية المعقولي، حكت لهسبريس كيف قتل زوجها بالقول: "هجم علينا الفرنسي المسمى "توما كومبي"، ودخل المنزل بعد تكسير الباب بطريقة وحشية، حوالي الواحدة ليلا يوم 14 يناير الجاري، حاملا لسكين في يده، ونظرات الشر تملأ عينيه". "نظر الجاني إلى زوجي وهو يصرخ "أنا ربك، أنا إسلامك"، ويشتم الإسلام، ويقول إن الإسلام غير موجود، فوجه ضربة غادرة بالسكين أصابت زوجي على مستوى العنق، وأخرى على مستوى الأضلاع، و 15 ضربة موزعة على جميع أنحاء الجسم" تورد الأرملة. وتتابع زوجة المعقولي والعبرات تخنف أنفاسها بأن "زوجها كان يؤدي ليلة الجريمة صلاة النافلتين، الشفع والوتر، دقائق قليلة قبل هجوم الجاني على المنزل"، مشيرة إلى أن القاتل عمد إلى بتر أصبع السبابة لزوجها بأسنانه أثناء تشهده لحظة الاحتضار. وأفادت الأرملة المكلومة بأن القاتل، 28 عاما، يتمتع بكامل قواه العقلية، وكان يعادي الدين الإسلامي، وهو ابن مُشغل زوجها الذي كان يسأل دوما عنه، ولا يجلس لتناول الطعام إلا إذا كان موجودا، من فرط العلاقة الطيبة التي كانت تجمعهما". وأردفت الأرملة، في حديثها مع هسبريس، بأنه رغم كونها لا تتوفر على رخصة سياقة، فإنها من هول الصدمة قادت سيارة زوجها متوجهة إلى مقر الشرطة، حيث كانت حافية القدمين، ويداها ملطختان بالدماء". وتفاجأت أرملة المهاجر المغربي من ردة فعل الشرطة الفرنسية، وقالت "أخطرت الشرطة بالحادث، وكانت الصدمة أعمق عندما طلب مني رجل أمن تسليمه بطاقة الهوية، فخاطبته "هل من يأتي عندكم حافي القدمين، ويداه ملطختان بالدم، يتوفر على بطاقة الهوية". وجدير بالذكر أن حادثة قتل المهاجر مغربي في منطقة "فولكلوز" جنوبفرنسا، بعدما تلقى 17 طعنة سكين بمختلف أطراف جسده أردته قتيلا على الفور، أتت أياما بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر جريدة "شارلي إيبدو"، وأسفر عن مقتل خمسة صحفيين وشرطيين.