المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، "أكثرَ" في نظر منتقديه من المحاضرات والندوات وتصريحات التلفزيون التي لا تسمن ولا تغني جوع مقاومين وأبطال صناديد حملوا أرواحهم على أكتافهم، لكن طالهم التهميش والإقصاء والجحود. أبطال أشاوس قاوموا الاستعمار بصدور عارية وهامات عالية وقلوب عامرة، منهم من استشهد بشجاعة نادرة في سبيل الدفاع عن الوطن، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من لازال ينتظر، غير أن الكثيرين من هؤلاء وأولئك لم يجدوا من مندوبية الكثيري سوى لغة التسويف والانتظار القاتل. ملفات المئات من المقاومين وأعضاء جيش التحرير لا تزال عالقة، ولا تأبه لها إدارة الكثيري، فكل ما ينفقه الرجل لما يواجهه هؤلاء المقاومون تطمينات ووعود لم تتحقق أبدا، هكذا يقول العديد من المقاومين أصحاب الحقوق الذين قابلهم الوطن بالنكران بعد أن أغدقوا عليه بدمائهم وأرواحهم. الرجال الذين زرعوا الرعب في أقوى جيوش العالم باتوا مرعوبين من ذواتهم، وخائفين على مستقبل أبنائهم وذويهم، بسبب المعيشة الضنكى التي يقاسونها، فلا الدولة اهتمت لحالهم، ولا المندوبية السامية التي أنشئت من أجل الاعتناء بهم التفتت إليهم، فكأن تضحياتهم ومقابلتهم برد المعروف استكثرها عليهم الكثيري.