وثق فيديو محمّل على الموقع العالمي يُوتوب لواقعة مهينة لجهاز الشرطة بالمغرب، وقال ناشره إنّه قد سجّل بمدينة طانطان من قبل سائح إسبانيّ، يدعَى كُوسْتَافُو، وجد نفسه أمام ابتزاز عنصرين أمنيّين، وسط حاجز قضائيّ للمراقبة والتفتيش، دون أن يعلم رجلا الشرطة بوجود كاميرا توثق لتصرفاتهما. ويستهلّ الفيديو، الذي تبلغ مدّته الزمنية دقيقتين ونصف، بإبراز معلَمتين مميزتين لمدينة طنطان صورتا بكاميرا مثبّته على خوذة حماية وضعها دراج إسباني على رأسه، وبعدها قطع التسجيل بفعل التوظيب ليحيل على لحظة إشارة شرطي لراكب الدراجة النارية بالوقوف. طلب الأمنيّ الاطلاع على هوية الأجنبيّ فمدّه بجواز سفره.. وعند سؤاله عن مهنته قال الإسباني الكاشف للفضيحة إنّه يعمل بمجال الإعلاميّات.. فما كان من محدّثه إلاّ ان توجّه صوب زميل له، وسط كشك خشبيّ على جانب الطريق ليشعره بالمعطَى ويسلّمه "بَاسبُور" السائح الذي قال، أيضا، إنّه يقصد مدينة العيُون. وبعد "حديث تمهيديّ" جمع عنصرا أمنيّا براكب الدراجة الإسبانيّ.. تطرقا فيه للإعجاب بنادي أتليتِيكُو مدريد ومدرّبه الأرجنتيني ديِيكُو سِيميُونِي، وكذا النوع الجيد للدراجة النارية التي يتنقل بها ذات السائح.. دخل الشرطيّ مباشرة في صلب الموضوع وهو يقول: "هل لديك ما يمكننا شربه"، ليتلقّى ردّا بالنفي. هنا تدخل عنصر شرطة آخر ليطالب الموقوف للتحقق من هويته ب"هديّة"، فما كان من الموثق لما يجري بالفيديو إلاّ أن أشعره بعدم حمله لأي "هدَايَا".. "أورُو، أورُو، ألاَ تملك مَالاَ معك؟" يقول الشرطيّ، دافعا مواجهه إلى استخراج 100 درهم لم يمكّن الأمنيّ منها إلاّ بعد تسلّم 50 درهما أخرجها زميله من جيبه. وتلوح في آخر الفيديو ضحكة الشرطيّ المتلقي للرشوَة، بعدمَا أعاد "الصّرْف" لمناولها إياه، معبرا عن شكره وهو يقول للإسباني: "ثَانكيُو.. شكرا"، ثمّ ناوله جواز السفر وآذنا له بالمغادرة لأجل نشر التسجيل الفضائحيّ الملتقط للواقعة.