عبّر 83% من مستجوبين مغاربة عن عدم انخراطهم أو تعاطفهم مع أيٍ من الأحزاب المتواجدة على الساحة السياسية، خاصة شريحة النساء التي ارتفعت فيها النسبة بأكبر من هذا الرقم، بينما عبّر 64,1% عن عدم رضاهم تجاه حصيلة المجالس البلدية.. وجاء ذلك ضمن نتائج الاستطلاع أجرأه معهد الدراسات "أفيرتي" لصالح مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، بمناسبة حلول الذكرى ال23 لرحيل هذا القيادي الاتحادي. الاستطلاع شمل عيّنة من 1084 مواطنا ينتمون إلى 40 مدينة مغربية، بينما جرى تقديم النتائج وسط العاصمة الرباط ضمن ندوة تساءلت عن "أية فائدة من التصويت في الانتخابات؟".. وأشارت خلاصات التحرك الاستطلاعي إلى أن ما يقارب ال64% من المغاربة يولون أهمية للعمل السياسي، بينما انحصرت نسبة غير المهتمين به في 15,4%. غير أن هذا الاهتمام لم ينعكس في التسجيل في اللوائح الانتخابية، ففقط 45,7% من المستجوبين هم من أكدوا تسجيلهم فيها، في وقت كانت فيه نسبة المتأكدين من عدم تسجيلهم حوالي 36,5%، والنسبة المتبقية أشارت إلى أنها لا تدري هل سجلت أسماءها في اللوائح أم لا ! واعترفت نسبة 54,9% بأنه لم يسبق لها أن صوّتت في انتخابات ما سواء أكانت برلمانية أم جماعية حتى مع تخويل القانون لها بذلك، أما موعد الانتخابات الجماعية القادمة، ففقط 58,5% من المستجوبين من أكد علمه به، وتقلّصت النسبة إلى الربع عندما تعلّق الأمر بموعد الانتخابات البرلمانية. أما عن الذين قرّروا التصويت في الاستحقاقات القادمة، فنسبة من اتخذ هذا القرار لم تتعدّ 44,3%. وعن الأسباب الرئيسية التي ستدفع بهذه النسبة الأخيرة إلى المشاركة، فقد حصرها حوالي 47,5% من المستجوبين في المواطنة، وربطتها نسبة 24,7% بالرغبة في تطوير الديمقراطية المحلية، بينما عبّرت نسبة 13,2% عن أن الدافع الأساسي هو انخراطها الحزبي وطموحها بفوز تنظيمهم السياسي. أمّا السبب الأكبر للرافضين المشاركة في الانتخابات، فهو فساد المرشحين، بنسبة أجوبة بلغت 45,9% من العيّنة المستجوبة. ورغم أنه من المفروض أن يتعرّف المواطنين على هويّات مدبري الشأن المحلي، إلّا أن حوالي 80,3% أكدوا جهلهم أسماء منتخبيهم، خاصة الفئة النسائية وفق ما أكدتها النتائج التي لفتت النظر إلى أن نسبة الرضا في المنتخبين المحليين ترتفع بشكل أكبر في الشمال المغربي عكس الجنوب. جدير بالذكر أن إدارة اللقاء اختارت في تنشيط هذا اللقاء كل من حسناء أبو زيد، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية، الإعلامية فاطمة الإفريقي، أستاذ العلوم السياسية محمد مدني، والصحافي إدريس بناني الذي تكلّف بتسييره.. كما حضرت عدة وجوه حزبية منها الاتحاديان محمد اليازغي ومحمد الأشعري، وأيضا الاستقلالي عبد الكريم غلاب.