يبدو أن إعفاء الملك محمد السادس لوزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، عقب الاختلالات التي شهدها ملعب مولاي عبد الله بالرباط، فتح شهية البعض للمطالبة بتعديل حكومي يشمل وزراء آخرين، إما بسبب "سوء" أدائهم الحكومي، أو لارتباطهم بأزمات و"فضائح". المنادون بتعديل حكومي يشمل وزارات أخرى، عدا وزارة الرياضة، يستندون إلى أهمية ضخ مياه جديدة في أوصال الحكومة الحالية بعد توالي "فضائح ونكسات" رأى فيها المعارضون تكريسا لمبدأ "عفا الله عما سلف"، حيث تتداول الألسن أسماء صلاح الدين مزوار، ومحمد مبديع، وعبد العظيم الكروج، وعبد العزيز الرباح. التنسيقية العامة لموظفي الإدارات العمومية، طالبت أمس الخميس، ضمن وقفة احتجاجية لها بالرباط، بإقالة عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، فيما ذهبت أصوات أخرى إلى المطالبة بأن يشمل التعديل الحكومي "المفترض" الوزير عبد العظيم الكروج. والتصق اسم الوزير الكروج بما اصطلح عليه إعلاميا "فضيحة الشوكولاتة"، بعد أن تم اتهامه باقتناء حلويات من الشوكولاتة الفاخرة، يقدر ثمنها بحوالي 30 ألف درهم، على نفقة الحكومة، ما أفضى إلى ضجة عارمة قبل أشهر قليلة، طالبت المعارضة حينها برأس الكروج. اسم وزير آخر بدأت تلوكه الألسن، من لدن متابعين ومهتمين في الصالونات السياسية، هو عبد العزيز الرباح، وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، حيث ربطوا بينه وبين الأداء الهزيل للحكومة في تفاعلها مع الفيضانات الرهيبة التي ألمت بمناطق عديدة من المغرب، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية واقتصادية هامة. مطالب البعض بإقالة الرباح جاءت مباشرة بعد سقوط جسور وقناطر زادت من الطين بلة، ورفعت من حجم المأساة التي طالت ضحايا الفيضانات والسيول المدمرة، غير أنها عادت من جديد لتظهر بعد "سابقة" إعفاء وزير الرياضة، لتجد لها مسوغا في أن وفاة البشر أفظع وأخطر من فضيحة ملعب عائم. أما وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، محمد مبديع، فقد ظهر اسمه في مطالب بعض المتابعين بإجراء تعديل حكومي عاجل، بسبب سوء أدائه الحكومي، وتورطه في تصريحات برأ من خلالها الإيطالي برلسكوني من مغامراته الجنسية مع "روبي"، تاركا قطاع الإدارة وقد استفحل فيه الفساد والبيروقراطية. التعديل الحكومي الذي تصوره البعض يضم وزيرا آخر ليس سوى المكلف بقطاع الخارجية، صلاح الدين مزوار، حيث ارتفعت مطالب البعض بإعفائه بعد أن كثرت مشاكل الدبلوماسية المغربية في عهده، وبات المغرب لا يخرج من مشكلة أو أزمة حتى يدخل في أخرى. ويستند المطالبون بإعفاء مزوار على العديد من الوقائع الملموسة التي حدثت في عهده، منها تسريبات "كريس كولمان" التي أضرت بالدبلوماسية المغربية من خلال نشر وثائق دبلوماسية لمسؤولين مغاربة، فضلا عن التوتر غير المسبوق في علاقات المغرب مع فرنسا ومصر، ومشاكل قطاعية أخرى.