أعلن صارم فاسي الفهري، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، أن الأسبوع المقبل سيعرف إطلاق صندوق تمويل الأعمال الوثائقية التي تعالج مواضيع الثقافة والعادات الحسانية في الصحراء، بينما اعتبر سليم الشيخ، مدير عام صورياد دُوزيم ، أن القناة التلفزية المغربية الثانية قد تمكنت من تحقيق نتائج مرضية على مستوى نسب مشاهدة البرامج الوثائقية التي تعرضها. فاسي الفهري، خليفة نور الدين الصايل في إدارة الCCM، اعتبر مأن سوق البرامج الوثائقية ما زال خصبا ويمكن للجميع المساهمة في تطويره بشكل أكبر.. وأورد صارم أن صندوق تمويل الاعمال الوثائقية التي تتناول الثقافة الحسانية سيشكل فرصة للمهنيين من أجل إبراز وتثمين هذه الثقافة عبر أعمال وثائقية احترافية. من جهة أخرى،مدير المركز السينمائي المغربي، خلال مشاركته ضمن الملتقى المهني الأول للفيلم الوثائقي المنظم بمقر "قناة عين السبع" بالدار البيضاء، تعهّد بتشجيع الأعمال الوثائقية بشكل أكبر، والعمل على توفير مزيد من الإمكانيات للمساهمة في تطوير هذا المنتوج الفيلمي. أمّا سليم الشيخ، وضمن الموعد الذي يختتم اليوم الجمعة، فقد أورد أن "دوزيم "اتبعت سياسة تشجيع البرامج الوثائقية، وهو ما يتضح من خلال أعداد هذه البرامج التي أصبحت تستحوذ على نسب متزايدة في خريطة البرمجة..وفي الوقت الذي طالب المشاركون في الملتقى بالعمل على تغيير وتحيين القوانين التي تؤطر إنتاج الأفلام الوثائقية، والعمل على بث الروح في قطاع إنتاج الأفلام الوثائقية بالمغرب، قال سليم الشيخ إن "الضرورة أضحت ملحة من أجل تطوير القطاع، خاصة مع تزايد مستوى الاهتمام بهذه الإنتاجات داخل أوساط المشاهدين". المسؤول عن القناة الثانية أورد أن نسبة مشاهدة الأفلام الوثائقية بلغت العام الماضي 34 في المئة، وهو ما يعني أن نحو 3 ملايين مشاهد مغربي يتابعون الأفلام والبرامج الوثائقية عبر القناة.. كما زاد أن عدد البرامج الوثائقية التي تعرضها "دوزيم" قد تضاعف خمس مرات في السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى عرض ما يناهز 105 من الأفلام الوثائقيّة خلال الأعوام الثلاث الفارطة. وأكد أن اللغة العربية هي المهيمنة على هذه الأفلام والبرامج الوثائقية التي عرضت من طرف القناة التي يديرها، لتمثل نحو 92 في المئة فيما لا تنطق بالفرنسية سوى 8 في المائة منها.. كما قال الشيخ إن هذه البرامج تسمح بنقل المعرفة والثقافة لفئة عريضة من الجمهور المغربي.. وعبر عن اعتقاده بأن المغرب قادر على تطوير قطاع إنتاج البرامج الوثاقية، معربا عن أمله في أن يصبح المغرب منصة حقيقية لصناعة المواهب في مجال صناعة البرامج والأفلام الوثائقية. العلمي الخلوقي، المدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تطرق من جهته إلى الإكراهات المادية التي تقف حجر عثرة أمام تطور قطاع الأفلام الوثائقية.. واعتبر أن هذه الإكراهات المادية، تنضاف إليها تلك المتعلقة بالجوانب القانونية تزيد من حجم التحديات التي تحول دون إقلاع هذا القطاع بالشكل والمستوى الذي يطمح إليه المهنيون. وأشار المدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى أنه بالرغم من هذه المعيقات إلى أن المهنيين المغاربة أتبثوا وجودهم من خلال برامج وثائقية ذاع صيتها بشكل كبير.. وضرب العلمي الخلوقي، المثل بالعمل الوثائقي "أمودو" الذي اعتبره من الاعمال الوثائقية الناجحة التي تلقى نسب متابعة كبيرة جدا داخل أوساط متابعي القناة الأولى. وأوضح رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام من جهته أن الابتكار والأفكار الخلاقة تشكل أحد محددات تطوير قطاع إنتاج الأفلام الوثائقية بالمغرب.. وقال أحمد المعنوني، إنه لا بد من تبني استراتيجية تقوم على رؤية طموحة تعتمد في جوهرها على روح الابتكار لتطوير القطاع.. ولم يخف رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام رعبته بأن تقدم القنوات المغربية على مضاعفة ميزانياتها التي ترصدها لإنتاج الأفلام الوثائقية، واعتبر أن تطوير القطاع يتطلب تظافر جهود كل المتدخلين، دون إغفال الجوانب القانونية وإشكالية التمويل إلى جانب ضرورة تحفيز الأفكار الخلاقة في المجال.