لم تمر حادثة اختراق "هاكرز" مغاربة، يلقبون ب"قوات الردع المغربية"، لبوابة صحيفة "الوفد" الالكترونية، إحدى أشهر وأعرق الصحف المصرية، دون أن تحدث جدالاً ومواقف مستنكرة لدرجة وصف الهاكرز المغاربة ب"الأشباح" و"القوى الإخوانية" التي تستهدف "استغلال" الأزمة بين مصر والمغرب، القائمة منذ أيام. وأعلنت بوابة "الوفد" عن استعادة موقع الإلكترونية ليلة أمس، مشيرة إلى أن اختراق الهاكر المغربي تسبب في تعطل الموقع عن العمل، "حتى تمت استعادته مرة أخرى"، مضيفة أن العاملين في الفترة المسائية بالبوابة الإلكترونية "فوجئوا في الحادية عشرة من مساء الأحد، بتعطل الموقع عن العمل تمامًا، مما أدى إلى حالة من الاستنفار في قيادات وصحفيي الجريدة والموقع". الجريدة المصرية نقلت تصريحا لمن قالت إنه المشرف العام على بوابتها الإلكترونية، مجدي حلمي، الذي اتهم من أسماهم "إخوان المغرب" بالوقوف وراء هذا الاختراق، موضحاً أن سبب هذا الأخير يبقى "الموضوعات التي يتم نشرها.. والهجوم الذي تتعرض له مصر حاليًا، من البعض والذي أثبت فشله على الدوام". أما رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الوفد، وجدي زين الدين، فأشار كونَ مجموعة الهاكرز التي قامت بالاختراق الذي وصفه ب"التصرفات الصغيرة"، "لا تعرف خصوصية وتاريخية العلاقات المصرية المغربية.. من قاموا بهذا العمل لا يتفهمون طبيعة هذه العلاقات الأزلية بين الأشقاء". واستنفرت الجريدة المصرية فعاليات إعلامية وعاملة في هندسة الإعلاميات، للتعليق على حادث الاختراق الالكتروني، حيث أدرجت عبارات الاستنكار على لسان مهندسين، من قبيل نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات، الذي ادعى وقوف "قوى إخوانية" وراء الاختراق الذي طال بوابة "الوفد" الالكترونية، مضيفا أنها "استغلت الأزمة بين مصر والمغرب وأنشأت ذلك "الهاكرز" لاستمرار إشعالها". وتابع المتحدث بالقول إن تلك الاختراقات "لا يمكن تتبعها إلا من خلال أجهزة مخابراتية وأمنية ضخمة"، على أن جميع البوابات الإلكترونية علي شبكة الانترنت "غير مؤمنة بشكل كامل"، لاعتبار أن وسائل وبرامج التأمين الكبرى "تحمل في طياتها اختراقات بصور عدة"، قبل أن يطالب الشركة الخاصة بتأمين المواقع في مصر بالبحث عن وسائل أخرى للتأمين، عبر "تغيير باسورد الموقع باستمرار". وعمدت مجموعة هاكرز مغربية، تدعى "قوات الردع المغربية"، إلى اختراق موقع جريدة "الوفد"، البوابة الالكترونية لحزب الوفد الذي يعد أشد المقربين للنّظام المصري الحالي، مساء أمس الأحد، بعد أن وضعوا صورة الملك محمد السادس مصافحاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرفقة برسالة توضح أن سبب الاختراق هو قيام "الوفد" قامت باجتزاء الصحراء من خريطة المغرب، إلى جانب "الإساءات المصرية في حق المغرب". ويبدو أن عبارة "إسلاميين" الواردة في رسالة الاختراق، هي من أججت الجدل لدى مسؤولي جريدة "الوفد" الذين وصفوا المخترقين ب"إخوان" المغرب، حيث كتب الهاكرز أن سبب الهجوم المصري على المغرب راجع لوجود الإسلاميين في الحكومة المغربية، "بعد أن اختارها الشعب وله ما أراد ونحن لسنا انقلابيين وفي حال تم انتخابها مرة ثانية ستبقى هذه هي الديمقراطية يا معشر الإنقلابيين".