لم تمر سوى بضعة أسابيع بعد أن حل صارم الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي المغربي، في نادي "الطالعين" بهسبريس، حتى زلت به رجله ليندحر سريعا إلى نادي "النازلين"، بسبب موقفه من فيلم "الخروج: آلهة وملوك" الذي أربك التحالف الحكومي إزاء هذا الموضوع. صارم بدا كأي "موظف كسول" ينتظر تعليمات رؤسائه بخصوص الترخيص للفيلم أو عرضه، فقرر بعد ارتباك واضح ومفضوح حظر الفيلم بدعوى تجسيد الفيلم للذات الإلهية، وهو ما دفع حزب التقدم والاشتراكية إلى "رفض" قرار المنع، واعتبره "غير مبرر ولا مفهوم". الغاضبون من منع مركز صارم الفهري لفيلم المخرج الأمريكي ريدلي سكوت، والذي سبق للملك استقباله في 2003، اعتبروا المنع قرارا غير ذي جدوى، باعتبار أن الحظر لم يعد يصلح في زمن هيمنت فيه التكنولوجيا الحديثة التي تتيح عرض الفيلم في الانترنت بسهولة بالغة. الفهري رسب في أول امتحان له بعد جلوسه على كرسي الCCM، حيث أخرجه فيلم "الخروج" عن التدبير الجيد لمرفق السينما، كما كان يتعين عليه تنفيذه من خلال تكريس الحرية في الإبداع، فيما يمكن عد منع هذا الفيلم من عرضه في القاعات السينمائية خرقا للدستور. وكان حريا بصارم الفاسي الفهري أن يمنع توزيع الفيلم منذ البداية، قبل أن تثار ضجة قبول قاعات سينمائية بعرضه، والذي كشفته مواقع إخبارية مغربية، وليس السماح للموزعين بعرض الفيلم، ثم التراجع عن ذلك لاحقا، وهي سياسة عرجاء لا تستند إلى منطق ولا قانون.