اليوم خمر وغدا أمر، لعل هذا الشطر من البيت الشعري سيتبادر لذهن كل من يطالع أرقام منظمة الصحة العالمية حول استهلاك الخمور في الدول الإسلامية، والتي تفوقت على الدول الغربية من حيث معدل استهلاك الفرد للخمور، بينما غاب "الاستثناء المغربي" هذه المرّة والمملكة تسجل نسبة مرتفعة لاستهلاك المشروبات الكحولية بعدما بلغ معدل الاستهلاك الفردي أكثر من 17 لترٍ سنويا. وحسب التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية فإن المغرب يحتل المرتبة الخامسة على صعيد الدول العربية من حيث معدل استهلاك الفرد للمشروبات الكحولية، خلف كل من تونس التي يستهلك فيها الفرد 26.2 من اللترات سنويا وهو المعدل الذي يفوق المعدل الذي تم تسجيله في كل من فرنسا وروسيا، في حين حلت السودان في المرتبة الثانية ب24 لترا، ولبنان 23.9 لترات، والبحرين 21 لترا، بينما جاءت الكويت في المرتبة الأخيرة من حيث استهلاك الخمر بمعدل استهلاك لا يتجاوز اللتر الواحد سنويا. المنظمة الأممية كشفت أيضا أن 86 في المائة من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 15 سنة لم يستهلكوا الخمر قط في حياتهم، في حين اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن 8 في المائة من المغاربة سبق لهم أن استهلكوا الخمور بشتى أنواعها غير أنهم أقلعوا عن الأمر، وأن 5 في المائة من المغاربة مازالوا مدمنين على الكحول إلى اليوم. ومن بين المفارقات الغريبة التي كشفت عنها الOMS هي أن معدل ما يستهلكه الفرد بالمغرب من الكحول يفوق ما يستهلكه المواطن الفرنسي الذي لا يتخطّى 12 لترا، وكذا اللترات ال13 للأمريكي خلال عام بأكمله.. أما أنواع المشروبات الكحولية المفضلة لدى المغاربة فقد أوضح التقرير أن الجعّة تمثل 44 في المائة من مجموع الاستهلاك، في حين أن 36 في المائة من المغاربة المدمنين على الخمر يستهلكون النبيذ، بينما 20 في المائة يفضلون أصناف أخرى. وأظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أن الكحول هو السبب في 15.2 في المائة من الوفيات في صفوف الرجال و15.8 في المائة بين النساء، كما أن 1 في المائة من الوفيات تتم جراء حوادث السير المرتبطة بالإفراط في الشرب، كما حملت المنظمة الأممية المسؤولية للحكومة مسؤولية وضع خطة للحد من الإدمان على الخمر "لأنه لحدود الساعة ليس هناك أي سياسية حكومية واضحة لمحاربة الإدمان على الكحول" وفق تعبير المنظّمة.