حكم القضاء الموريتاني، مساء الأربعاء، بالإعدام في حق الناشط الشاب، محمد شيخ ولد محمد، البالغ من العمر 30 عاما، بتهمة الردة والإساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، بسبب ما نشره قبل أشهر في مقال دبجه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك. وكانت السلطات الموريتانية قد اعتقلت في يناير المنصرم، محمد شيخ ولد محمد، بمدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية، على خلفية مقال نشره في صفحته الشخصية بالفايسبوك، قبل أن يعيد نشره موقع "أقلام حرة" الإلكتروني، المقرب من التيار اليساري بموريتانيا، اتهم فيه بالإساءة للنبي محمد خاتم المرسلين. وقالت السلطات حينها إن مقال ولد محمد، الذي يعمل في شركة منجمية في نواذيبو، يحمل انتقادا لقرارات النبي والصحابة بشأن "الجهاد"، متهما الرسول ب"العنصرية والمحاباة"، وهو ما دفع إلى تظاهر المئات من الموريتانيين احتجاجا على مقال الشاب الذي وصفوه بالمرتد والملحد. واعتبرت المحكمة الموريتانية أن المتهم استخف بالنبي محمد بعد كتابات اعتبرت تجديفا، فيما أغمي على الناشط الشاب عند تلاوة الحكم في المحكمة الجنائية بمدينة نواديبو قبل أن يتم إنعاشه ونقله إلى السجن. وعند النطق بالحكم قالت المحكمة إن المتهم يخضع لمادة في قانون العقوبات تنص على عقوبة الإعدام "لأي مسلم رجل أو امرأة يتخلى عن الإسلام علنا أو عبر أفعال أو أقوال"، كما قال المصدر القضائي نفسه. ونفى المتهم الموجهة إليه، وقال إن هدفه "لم يكن الإساءة إلى النبي، بل الدفاع عن طبقة من السكان، يدعون "الحدادين"، تتعرض إلى سوء المعاملة"، وهو ينتمي إليها، مضيفا أمام المحكمة "إذا كان ما فهم من كتاباتي أنه ردة، فأنا أنفي ذلك كليا، وأعلن توبتي بشكل علني". وأثار الحكم أجواء من الفرح في قاعة المحكمة، بينما نظمت تجمعات في المدينة أطلقت خلالها أبواق السيارات، كما أن أسرة الناشط الموريتاني "تبرأت منه أمام الله وأمام المجتمع"، وفق بيان سابق منسوب لعائلته. وأوضحت منظمات إسلامية محلية أنها المرة الأولى التي ينشر فيها نص ينتقد الإسلام في موريتانيا "الجمهورية الإسلامية التي تطبق الشريعة"، لكن عقوباتها القصوى مثل الإعدام والجلد لم تعد تنفذ منذ الثمانينات.